حملت الحكومة العراقية السعودية مسؤولية ما وصفته بجرائم خطيرة في العراق. وهذه أول مرة، منذ تفجر الأزمة الحالية في العراق، تتهم فيها الحكومة العراقية صراحة السعودية بالمسؤولية عما تراه بغداد "دعما للإرهاب"، وفقا لتقرير "بي بي سي عربي" اليوم. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد اتهم، في وقت سابق، السعودية بشكل غير مباشرة بتغذية "الصراع الطائفي" في بلاده. وقال مجلس الوزراء العراقي في اجتماع رسمي الثلاثاء "الحكومة السعودية تتحمل ما يحصل من جرائم خطيرة في العراق". واتهم السعودية بتمول المسلحين الذين يقاتلون الجيش العراقي ويستولون على بعض المدن العراقية منذ أيام. وكان مسلحو تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" قد سيطر على مدينة الموصل، ثانية كبريات المدن العراقية. ويخوض مسلحو التنظيم الآن قتالا ضد الجيش العراقي ومتطوعين مسلحين في بعض المناطق الأخرى في الشمال. وفي بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس وزراء العراق، قال المجلس إن التعليقات الصادرة عن الرياض هذا الأسبوع " تشير إلى الاصطفاف مع الإرهاب". من جهة اخرى دعا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجددا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لكي يسعى لحوار وطني شامل، بغية إعادة الأمن والاستقرار إلى العراق. وجاء كلام بان في مؤتمر صحفي في مدينة جنيف السويسرية. وكان رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني قد قال في مقابلة مع بي بي سي إنه لا يعتقد أن العراق سيعود الى ما كان عليه قبل إستيلاء مقاتلي تنظيم داعش على مدينة الموصل الأسبوع الماضي. وأضاف بارزاني أن المناطق السنية تشعر بالإهمال من قبل الحكومة العراقية وأن التوصل الى حل سياسي هو السبيل الوحيد للتقدم الى الأمام. واضاف بارزاني ان تشكيل منطقة سنية تتمتع بحكم ذاتي كتلك التي شكلها الأكراد يمكن أن يكون الحل للمشكلة. تفجير من جانب آخر، أفادت مصادر امنية وطبية في العاصمة العراقية مساء الثلاثاء بمقتل 8 مدنيين واصابة 15 آخرين بتفجير انتحاري بحزام ناسف في سوق لبيع الملابس والتجهيزات العسكرية في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد. وهذا هو ثاني هجوم من نوعه يستهدف نفس السوق خلال يومين. وبذلك، اصبحت حصيلة اعمال العنف التي شهدتها مناطق متفرقة في العاصمة العراقية الثلاثاء هي 15 قتيلا و 31 جريحا جميعهم من المدنيين. من جهة اخرى هاجم مسلحون قرية بشير التي تسكنها غالبية من التركمان الشيعة والواقعة على بعد عشرين كيلومترا جنوب كركوك وسيطروا على اجزاء منها. في غضون ذلك تواصل القوات الحكومية مساعيها لإسترداد بلدة تلعفر التي إستولى عليها مسلحو داعش أمس.