يعتزم النحالون في منطقة جازان بدء موسم هجرة البحث في جبال جازان وسهول تهامة لتوسيع أعمالهم في مجال إنتاج العسل والشمع وزيادة أعداد المناحل لديهم، في وقت يجري فيه العمل على تأسيس جمعية لنحالي منطقة جازان. وقالت "الشرق الأوسط" أن ذلك يأتي وسط ما كشفت عنه الإحصاءات الرسمية للمديرية العامة لشؤون الزراعة في منطقة جازان أخيرا، من أن عدد خلايا النحل الحديثة في المنطقة بلغ العام الماضي نحو 9239 خلية من النوع الحديث، و131719 خلية من النوع البلدي، ليبلغ إجمالي عدد المناحل نحو 141 ألف منحلة، وذلك في وقت أصدرت فيه السلطات 546 ترخيصا لنحالي جازان. وأشارت الإحصاءات إلى أن إنتاج هذه الخلايا بلغ 295.9 ألف كيلوغرام من العسل، وألف كيلوغرام من الشمع، و23500 كيلوغرام من الطرود أو مجموعات الإنتاج، في حين أصدرت المديرية 546 ترخيصا للنحالين خلال العام الماضي. ويجري العمل حاليا على تأسيس جمعية نحالي جازان التعاونية التي صدرت الموافقة المبدئية على تأسيسها من قبل وزارتي الشؤون الاجتماعية والزراعة قبل نحو شهر من الآن، وذلك تتويجا لجهود النحالين بمنطقة جازان. وأوضح يحيى بن خليل عامري، رئيس مجلس الإدارة التأسيسي للجمعية، أن جمعية النحالين تمر حاليا بمراحل التأسيس النهائي، موضحا أن العمل يجري على اكتتاب المؤسسين لها ليجري بعد نهاية الشهر الحالي استكمال مسوغات إصدار الموافقة النهائية لتأسيسها. ولفت رئيس مجلس الإدارة التأسيسي إلى أن الجمعية تحمل أهدافا أساسية لخدمة النحالين بمنطقة جازان وتلبية الخدمات الأساسية لهم وتأمين الخلايا وتعزيز فرص التسويق الأمثل للعسل، فضلا عن الخدمات الاستشارية والإحصائية وغيرها من الخدمات. وتشهد منطقة جازان تزايد أعداد النحالين في الوديان والسهول والجبال، كما تنتشر على امتداد المنطقة محال متخصصة لبيع أنواع العسل ذي الجودة العالية الذي يجد إقبالا متواصلا طوال العام من أهالي المنطقة وزوارها من أجل الغذاء أو الدواء. من جهته، يصف النحال محمد أبو جبل سوق تربية النحل وإنتاج وبيع العسل في منطقة جازان، بالسوق الرائجة والمثمرة اقتصاديا، إذ إن أنواع العسل المنتجة محليا تتصف بالصفاء والنقاء المتميز نظرا لجودة الأزهار التي يتغذى عليها النحل. وبين أبو جبل أن عسل السدر له فوائد طبية لعلاج كثير من الأمراض، مثل: ضعف جهاز المناعة لدى الإنسان والأنيميا، كما يساعد عسل الشوكة على معالجة القرحة والقولون والجروح وأمراض الجهاز الهضمي، في حين تقي أقراص شمع النحل من الحساسية ومضادة للالتهابات والبكتيريا، إلى جانب فوائد العسل في علاج النحافة وأمراض فقر الدم وغيرها من الأمراض. وقال النحال إن كثيرا من النحالين بمنطقة جازان يشاركون في معارض ومهرجانات دولية للترويج للعسل الجازاني المنتج محليا، من ضمنها: معارض العسل في الدار البيضاء، وباريس، وموسكو، وتركيا، وإندونيسيا، مشيرا إلى أن العسل الجازاني يجد اهتماما واسعا من زوار هذه المعارض نظرا لجودته. وأفاد النحال علي بن منصور معشي بأن إنتاج عسل جازان يستمر على مدار العام لوفرة الأزهار من أشجار السلام والسدر والسلم التي تعد مصدرا أساسيا لغذاء النحل، مؤكدا أن النحالين يعتمدون على الرحلات السنوية بين جبال جازانالشرقية صيفا، وسهول تهامة شتاء، وذلك بحثا عن تلك الأشجار المزهرة، الأمر الذي عزز انتشار المناحل سواء في الجبال والسهول.