حضّ مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كِبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، على ضرورة معالجة الأخطاء بالحكمة والموعظة الحسنة واللين والرفق مع البُعد عن العنف والتشهير، وقد نشرت "سبق" تفاصيل الخطبة: قال المفتي في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بجامع الإمام تركي بن عبد الله بمنطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض: "الخطأ صفة ملازمة لكل أحد إلا مَن عصم الله من الأنبياء والمرسلين"، مستشهداً بقوله - صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطَّائين التوّابون". وأردف معدّداً السنن الثابتة في هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في معالجة الأخطاء ومنها، الرفق واللين والكلمة الطبية، قال تعالي واصفاً نبيه صلى الله عليه وسلم، "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"، وهو القائل - صلى الله عليه وسلم، "من حرم الرفق حرم الخير كله". وتابع : "كان - صلى الله عليه وسلم - يتبع أسلوب الإقناع لترك الخطأ مستقبلاً وعدم الرجوع إليه عن قناعة لا خوف أو تهديد، ولا يواجه المخطئ بالخطأ أمام الناس ولكنه يوجّه خطاباً عاماً - عليه الصلاة والسلام -، ودلالة المخطئ على الوجه الشرعي، ومراعاة طبائع الناس ومعالجة أخطائهم بالحكمة". وأشار مفتي عام المملكة، في خطبته إلى آداب القرآن الكريم والسُّنة في معالجة الأخطاء، التي تتمثل في: التثبُّت وعدم التسرُّع في الحكم على أخطاء الناس بمجرد السماع، إحسان الظن بالآخرين، تقديم النصيحة الخالصة للمخطئ لعل ذلك ينقذه من خطئه ويرده إلى الصواب، الحكمة في التغيير ومعالجة الخطأ بما يناسب الوضع، الستر على المخطئ، تجنُّب التشهير وفضح الأخطاء، وعدم الفرح بأخطاء المسلم لأنه نقص في الإيمان. ودعا المفتي، المُربين من آباءٍ ومعلمين، إلى استشعار المسؤولية الكبيرة، التي تقع على عواتقهم في إصلاح أخطاء مَن يربونهم، ناصحاً إياهم بتوجيه وتربيه أبنائهم على الآداب والأخلاق الحسنة والتربية على القيم والسلوك الحسن وحثّ المفتين والعلماء على دلالة الناس إلى الخير والرفق بهم عند الفتوى. ونبّه المفتي، رجال الحسبة بالتزام الرفق والستر في الأمر بالمعروف، كما وجّه رجال الإعلام والصحافة إلى أن يكونوا موضوعيين في علاج الأخطاء، وان تخط أقلامهم الخير وعدم تضخيم الأخطاء. كما واصل المفتي، في خطبته رسائل النصيحة إلى الأزواج والأسر بمعالجة الأخطاء بالحكمة، وأخطاء الجيران والزملاء بحكمةٍ وبصيرةٍ ولا يكون هَم الإنسان الانتصار لنفسه وإنما الإصلاح، وإلى المغرّدين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بالحذر من نشر الأكاذيب أو "الأراجيف"، أو الآراء الشاذة أو إشاعة الفاحشة والحذر من ذلك؛ لكوننا مستهدفين في ديننا وأمننا وقيمنا.