زاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز من الغموض الذي يلف الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي، بالتشكيك في ضلوع تنظيم القاعدة في الهجوم الذي خلف 4 أمريكيين قتلى، في 11 سبتمبر/أيلول العام الماضي، وذلك وفقا لما نشرته "CNN بالعربية" الأحد ونصه: يتركز تقرير الصحيفة الأمريكية على ثلاثة محاور هي: إذا ما كان الهجوم مخططا له، وإذا ما نجم عن الفيديو المسيء للإسلام، الذي أشعل موجة احتجاجات ضد أمريكا حينذاك، وإذا ما كانت القاعدة متورطة فيه. ويفند التقرير، على حد سواء، اتهام الجمهوريين لإدارة أوباما بالتستر على الهجوم، ورواية واشنطن التي ركزت على السخط الشعبي جراء الفيلم كمسبب للهجوم، وكانت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سابقا، سوزن رايس، أول من صرح به. وجاء في مقال ديفيد كيركباتريك بنيويورك تايمز: "الحقيقة في بنغازي مختلفة.. أنها أكثر ضبابية عما تلمح إليه هذه القصص.. بنغازي لم تخترق عبر القاعدة، لكن رغم ذلك كان بها تهديدات محلية بالغة الخطورة على المصالح الأمريكية.. لا يبدو أن الهجوم مخطط له، ولكن في نفس الوقت، ليس عفويا أو وليد الساعة أو بدون مؤشرات تحذيرية." ويشار إلى أنها ذات الخلاصة التي توصلت لها تقارير "CNN" حول الهجوم الذي أصبح نقطة خلاف سياسة بواشنطن، لتضاف إلى قائمة تجاذبات طويلة بين البيت الأبيض والجمهوريين، الذين يتهمون إدارة أوباما بعدد من التهم منها: عدم اتخاذ تعزيز التدابير الأمنية قبل الهجوم وعدم الرد عليه بشكل مناسب، وتضليل الشعب لأجل تحقيق مكاسب سياسية قبل أقل من شهرين من انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني. كما يتهم الجمهوريون إدارة أوباما بحذف بعض الشارات الإرهابية المحددة والتشبث بتفسير أن الهجوم نتيجة للفيلم المسيء للإسلام، وهو ما ثبت لاحقا عدم صوابه، وبالمقابل، أكد البيت الأبيض وحلفائه أن أي تضارب بالمعلومات في الأيام التالية للهجوم لم تكن متعمدة بغرض تضليل الشعب. وتضمن تقرير "نيويورك تايمز" مقابلات مع قادة مليشيات ليبية شاركوا في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي 2012، أكدوا فيها عدم وجود أي دليل بان القاعدة لعبت دورا في الهجوم" على القنصلية الامريكية، بل رجح ضلوع مليشيات ليبية متفرقة ومتشرذمة، بعضها ربما صديق، على نحو ما، للمصالح الأمريكية، في الهجوم. وبحسب تحقيق الصحيفة، فإن قائد أحد المليشيات الليبية، أحمد ابو خطالة، أقر بأنه كان حاضرا في القنصلية الامريكية لحظة الهجوم لكنه نفى مسؤوليته عنه. وفور تقرير "نيويورك تايمز" شن الناطق السابق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، تومي فيتور، هجوما عنيفا على الجمهوريين بسلسلة تغريدات على تويتر: "إذا امضى الجمهوريون 50/1 من الوقت الذي قضوه في محاولة معرفة حقيقة ما حدث في بنغازي، لكنا قد تفادينا أشهرا من الغوغائية المثيرة للاشمئزاز." وأضاف في أخرى: "الجمهوريون ضخموا دور القاعدة في بنغازي لمهاجمة أداء أوباما.. أنهم مخطئون، وقدموا لأعدائنا نصرا دعائيا."