أعلنت السلطات الليبية أمس أن حملة جمع السلاح طوعاً من المواطنين شهدت إقبالاً لافتاً في مدينتي طرابلس وبنغازي، في وقت أكدت الاستخبارات الأميركية رسمياً أن الهجوم على قنصلية الولاياتالمتحدة في شرق ليبيا والذي قُتل فيه السفير كريس ستيفنز نفّذه إرهابيون مرتبطون ب «القاعدة» في شكل تم التخطيط له مسبقاً، في أول إقرار من نوعه بأن الحادث لم يكن تلقائياً خلال احتجاج على الفيلم المسيء للرسول الكريم. وأفادت قناة «ليبيا الحرة» التي ترعى مبادرة جمع السلاح من المواطنين والثوار وتسليمه للجيش الوطني، بعد ظهر أمس، أنه تم تسليم 16 ألف قطعة ذخيرة و600 قطعة سلاح من قبل 840 من المواطنين في ساحة الحرية ببنغازي. وأعلنت أنه تم تمديد مهلة تسليم الأسلحة حتى العاشرة ليلاً. ويُشرف على عملية جمع الأسلحة في بنغازي وطرابلس والتي تحمل شعار «ادعم جيشك وأمِّن بلادك بتسليم سلاحك»، رئاسة الأركان العامة في الجيش الوطني، إضافة إلى وزارتي الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية. وحضر رئيس الأركان اللواء يوسف المنقوش جانباً من عملية جمع السلاح في ميدان الشهداء بطرابلس، وأشاد بمبادرة الأهالي إلى تسليم أسلحتهم طوعاً. وقال إن ذلك يُثبت أن الليبيين «شعب حضاري يريد أن يتحول إلى الدولة». وكان أئمة المساجد دعوا الجمعة المواطنين إلى عدم المشاركة في مسيرات تهدف إلى مطالبة الميليشيات المسلحة بتسليم أسلحتها للدولة وذلك خشية وقوع مواجهات دموية، كما حصل الأسبوع الماضي في بنغازي عندما طرد السكان ميليشيات إسلامية مسلحة من المدينة. وفي واشنطن (أ ف ب)، ذكرت أجهزة الاستخبارات الأميركية أن الهجوم الدموي الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي كان مخططاً له وأن منفذيه على صلة بتنظيم «القاعدة»، إلا أنها أكدت أنه «لا تزال هناك العديد من الأسئلة من دون أجوبة». وقال شون تيرنر الناطق باسم إدارة الاستخبارات الوطنية في بيان الجمعة انه «لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أية جماعة أو شخص تولى القيادة الكلية والسيطرة على الهجوم وإذا ما كان قادة مجموعة متطرفة وجهوا أعضاءها للمشاركة في الهجوم». وأضاف: «تقديراتنا تشير إلى أن بعض المشاركين في الهجوم مرتبطون بجماعات مرتبطة مع القاعدة أو متعاطفون مع القاعدة». وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما قدمت تفسيرات مختلفة حول ماهية الجماعة التي نفذت الهجوم في 11 أيلول (سبتمبر) على القنصلية الأميركية في بنغازي ما دفع بالجمهوريين إلى توجيه الانتقادات لأوباما قبل أشهر من انتخابات الرئاسة. وقتل في الهجوم السفير كريستوفر ستفينز وثلاثة أميركيين آخرين. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا الهجوم بأنه «إرهابي»، وأشار بانيتا كذلك إلى أن الحكومة الأميركية استنتجت بعد أيام أن المتطرفين هم الذين نفذوا الهجوم. وقال تيرنر: «مع حصولنا على مزيد من المعلومات عن الهجوم، قمنا بمراجعة تقييمنا الأولي لكي يعكس معلومات جديدة تشير إلى أن الهجوم كان هجوماً متعمداً ومنظماً وإرهابياً نفذه متطرفون». وطبقاً لتقارير الإعلام الأميركي فإن المسلحين الذين نفذوا الهجوم ينتمون إلى كتيبة «أنصار الشريعة»، التي يعتقد أن عناصرها على اتصال بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المتفرع من القاعدة.