اتجهت الإدارة الأمريكية لغسل يدها من الإخوان، والتبرؤ منهم، فى تحول مفاجئ لموقفها من ثورة يونيو، وأدان البيت الأبيض، فى بيان أمس، دعوات العنف الصريحة التى يطلقها الإخوان ضد المجتمع والجيش، ورفض وصف عزل مرسى ب«الانقلاب». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاى كارنى، إن اعتبار ما حدث انقلابا، مسألة بالغة الحساسية لملايين المصريين، الذين يرون رأيا مختلفا. وأجرى وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هاجل، اتصالا هاتفيا، بالفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، فجر أمس، أكد خلاله ضرورة الالتزام بالسلمية وضبط النفس، وقال الكولونيل ستيفين وارن، المتحدث باسم «البنتاجون»: إن «هاجل» تحدث مع «السيسى» عدة مرات، كما تحدث الجنرال مارتن ديمبسى، رئيس الأركان، مرتين مع نظيره صدقى صبحى، بينما نفى مسئولون أمريكيون وجود أى اتصالات بين البنتاجون والإخوان. ونفت وزارة الخارجية الأمريكية، بشكل قاطع، دعوة الجيش المصرى للإفراج عن مرسى، أو قيادات الإخوان، وقالت إن الولاياتالمتحدة لا تتخذ مواقف بشأن أفراد أو قضايا محددة، وأضافت: ندين بشدة أى عنف وأى تحريض. فى المقابل، انقلب الإخوان على أمريكا، وهاجمت منصات الاعتصام فى «رابعة والنهضة»، أمس، خلال ما سموه «مليونية الشهيد»، الرئيس باراك أوباما، ووصفته ب«الغبى»، وطالبت بمقاطعة المنتجات الأمريكية. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن تغير الموقف الأمريكى جاء بتأثير المظاهرات الغاضبة فى مصر، ويعكس تذبذب الإدارة الأمريكية وفشلها. ودعا رئيس وزراء بريطانيا السابق، تونى بلير، الغرب لمساعدة مصر، وقال إنه يتفهم قلق الغربيين إزاء تدخل الجيش، لكن ما لا يفهمونه أن خروج أكثر من 30 مليون مصرى ليس له سوابق تاريخية يمكن القياس عليها. وقال وزير التنمية الألمانى، ديرك نيبل، إن بلاده ستواصل تقديم المساعدات التنموية لمصر. وقال الكاتب الأمريكى ديفيد إيجناتيوس، فى صحيفة «واشنطن بوست»: إن «مرسى» كان قائدا خشبيا، منعدم الكفاءة، يقود شعبا حيا وخلاقا، مشيراً إلى أن حادث الحرس الجمهورى كان متوقعا بعد كلمات مرسى الأخيرة