وليد ابو مرشد رفع المصريون في ميدان التحرير أمس رايات الغضب ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما، منددين بموقفه من الثورة الشعبية، وتأييده للرئيس المعزول محمد مرسي. وأظهرت اللافتات صورا يظهر فيها أوباما بلحية طويلة، ساخرين بذلك من موقف الإدارة الأميركية المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين. كما أشارت لافتات أخرى إلى أن الرئيس الأميركي داعم للإرهاب. وتزامن ذلك، مع تنديد أوباما بالعنف في مصر وقال إن الولاياتالمتحدة لا تعمل مع أي حزب أو جماعة سياسية معينة. وعقد أوباما الذي يمضي عطلة نهاية الأسبوع في منتجع كامب ديفيد الرئاسي مؤتمرا عبر الهاتف مع أعضاء فريقه للأمن القومي في إطار جهوده للتعامل مع الأحداث في مصر. وقال البيت الأبيض "الرئيس أدان العنف المستمر في مصر وعبر عن قلقه من استمرار الاستقطاب السياسي. وأكد أن الولاياتالمتحدة لا تنحاز ولا تدعم أي حزب أو جماعة سياسية معينة في مصر". وازدادت شكوك إدارة أوباما في قدرة مرسي على قيادة مصر. وبينما عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من عزل الجيش إلا أنها لم تدن هذا الترك أو تصفه بأنه انقلاب عسكري ما أثار تكهنات بأن الولاياتالمتحدة تؤيده ضمنيا. وتحث واشنطن الجيش المصري على العودة بسرعة إلى "نظام ديموقراطي قابل للاستمرار". قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل تحدث ثلاث مرات مع نظيره المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، مشددا على الحاجة إلى "تحول مدني سلمي في مصر". في غضون ذلك، دخل الحوار الذي تشهده واشنطن عما إذا كان من المناسب وقف المعونة العسكرية الأميركية لمصر بسبب الأحداث الأخيرة منعطفا مهما حين وضع السيناتور جون ماكين وزنه في كفة الداعين لتعليق تلك المعونة. وكانت أجهزة الإعلام الأميركية كشفت عن المزيد من محاولات إقناع الرئيس المخلوع بقبول حل وسط مع معارضيه ورفضه الدائم لذلك على الرغم من علمه بأن استمرار الأزمة يهدد بالدفع بالبلاد إلى هاوية الحرب الأهلية. وقالت "نيويورك تايمز" إنه خلال الأيام الأخيرة اتصل وزير الخارجية جون كيري ومستشارة للأمن القومي بمرسي لإقناعه بالبقاء في السلطة مع تشكيل حكومة تمثل كل أطياف المجتمع المصري وتتولى السلطة التنفيذية غير أنه رفض. فضلا عن ذلك كشفت الصحيفة عن لقاء تم بين مستشار الرئيس عصام الحداد والرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر الماضي. وقالت "نيويورك تايمز" إن أوباما قال للحداد إن من الأفضل لضمان استقرار مصر تجنب إقصاء القوى السياسية الأخرى وإن بوسعه أي بوسع الرئيس الأميركي - الاتصال بقادة المعارضة السياسية في مصر لإقناعهم بقبول أي صيغة معقولة يضعها مرسي للم الشمل. وعند عودة الحداد إلى القاهرة عرض على مرسي ما قاله أوباما غير أن مرسي رفض الاقتراح بعد أن استطلع آراء مكتب الإرشاد الذي يقود جماعة الإخوان المسلمين في مصر.