وجه مجلس الصحافة الألماني توبيخا رسميا حادا لمجلة تيتانيك الشهرية الساخرة، لنشرها على غلافيها الأول والأخير صورتين لبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر وعليهما عبارات اعتبرت ذات مدلولات مسيئة وجنسية. وتزامن التوبيخ مع نشر نفس المجلة رسوما مسيئة للإسلام بعددها الأخير الصادر الجمعة الماضي. واعتبر المجلس وهو منظمة مهنية مستقلة معنية بالمراقبة والمحاسبة الذاتية للصحافة الألمانية المطبوعة أن 'الصحافة الساخرة لها الحرية في انتقاد الأوضاع المجتمعية المختلفة، غير أن تصوير تيتانيك لبابا الفاتيكان بالشكل المنشور في عددها الصادر في يوليو/ تموز الماضي، شكل تجاوزا لحدود الحرية الإعلامية وعملا غير محترم وجارحا للكرامة'. وأصدر المجلس بيانا تضمن انتقاداته للمجلة الساخرة بعد دراسته 182 شكوي تلقاها ضدها بسبب تصويرها للبابا على غلافها الأول كشخص غير قادر على التحكم في بوله، وفوق غلافها الأخير مع صورة بملابس ملطخة ببقع براز بنية اللون. ووفقا لموقع الجزيرة نت قال المجلس في بيانه إنه لم يجد ثمة رابط بين البابا بنديكت السادس عشر وفضيحة فاتيليكس المتعلقة بسرقة ونشر وثائق خاصة بالفاتيكان، على عكس ما زعمته تيتانيك كمبرر لسخريتها من البابا، واعتبر مجلس الصحافة الألماني أن السخرية من الأعضاء التناسلية للمواطن جوزيف راتسينغر - الاسم السابق للبابا الألماني الأصل - بعبارات مسيئة لم يكن مبررا. وكان بابا الفاتيكان قد رفع قضية ضد مجلة تيتانيك أمام محكمة مدينة هامورغ غير أنه تراجع وسحب عريضة الدعوى قبل إصدار المحكمة حكمها ضد المجلة، وردت تيتانيك على تصرف البابا بوضعه على غلاف عددها لشهر أغسطس/ آب الماضي مع عبارات حملت اعتذارا ضمنيا. ورأت مديرة معهد المسؤولية الإعلامية د. زابينا شيفر أن توبيخ مجلس الصحافة لتيتانيك فيما يتعلق بالسخرية من البابا، يفتح الباب أمام مسلمي ألمانيا لتقديم شكاوي موضوعية إلى المجلس ضد المجلة. وقالت زابينا شيفر في تصريح للجزيرة نت إن استقلال وسائل الإعلام والصحف في ألمانيا عن التأثير الحكومي والسياسي وخضوعها فقط لسياسة المؤسسات والمجموعات الاقتصادية المالكة لها، يجعل مجلس الصحافة الجهة المستقلة الوحيدة المخولة بمراقبة أداء الصحف والتزامها بالمعايير المهنية، ومحاسبتها عند مخالفتها لهذه المعايير. وتأسس مجلس الصحافة الألمانية عام 1956 على غرار مجلس الصحافة البريطاني، ويتشكل من اتحادات رئيسية لناشري الصحف والمجلات ونقابات الصحفيين إضافة لنقابة عمال الخدمات فيردي. ويضم المجلس -الذي انتقل مقره عام 2009 من بون إلى برلين- ثلاثين عضوا وتبلغ ميزانيته السنوية سبعمائة ألف يورو، وتتركز مهمته في تعزيز واحترام حرية الصحافة والحفاظ على استقلالها، ومراقبة التزام الصحف المطبوعة ومواقعها الإلكترونية بالمعايير المهنية التي وضعها لها. ويفصل المجلس في الشكاوى الموجهة له ضد الصحف، ويوجه توبيخا يعقبه إجراءات عقابية ضد أي صحيفة تثبت عليها مخالفتها المعايير المهنية.