ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية ان ستة أشخاص على الأقل قتلوا الجمعة في انفجار استهدف مسجداً في العاصمة دمشق، ويأتي هذا في الوقت الذي اقتحم فيه 'مئات الجنود' ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق الجمعة. جاء ذلك في حين اعتبرت سورية ان تصريحات الرئيس المصري 'قضت' على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال اقليمية لحل النزاع السوري ووضعت مصر خارج دائرة المشاركة في اي مبادرات محتملة. وشهدت العاصمة السورية الجمعة ثلاثة هجمات بالقنابل خلفت خمسة قتلى من قوات حفظ النظام، في يوم آخر من المعارك الدامية بين قوات الامن السورية والمعارضين المسلحين على عدة جبهات في سورية، علاوة على عدة تظاهرات معادية لنظام الرئيس بشار الاسد. وغير بعيد عن السواحل السورية عقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا في قبرص لبحث تنسيق المساعدة لمئات آلاف اللاجئين السوريين. واعلنت المفوضية الاوروبية من بروكسل صرف خمسين مليون يورو اضافية لمساعدة اللاجئين. واعلن التلفزيون السوري العام ان دمشق شهدت 'اعتداء' ب 'دراجة نارية مفخخة لدى مغادرة مصلين' جامع الركنية في حي ركن الدين شمال العاصمة ما خلف خمسة قتلى بين قوات حفظ النظام. وتتولى قوات الامن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار (مارس) 2011 ضرب طوق حول المساجد يوم الجمعة لمنع تنظيم تظاهرات بعد الصلاة ويقول ناشطون انها كثيرا ما تطلق النار على المتظاهرين. وبعد ساعتين من هذا الهجوم سجل هجوم ثان بسيارة مفخخة بين القصر العدلي ووزارة الاعلام في حي المزة الراقي غرب العاصمة، بحسب ما افاد التلفزيون السوري الذي لم يشر الى ضحايا في حين تضررت عشر سيارات. ونسب التلفزيون الحكومي الاعتداءين الى 'ارهابيين' وهو التعبير الذي تطلقه السلطات على المعارضين الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الاسد. كما انفجرت قنبلة في حي الصالحية وسط دمشق ما ادى الى اصابة جنود بجروح، بحسب ناشطين معارضين. وتعددت الهجمات في الاسابيع الاخيرة في دمشق رغم الاجراءات الامنية المتخذة من النظام الذي لم يتمكن كذلك من احتواء التظاهرات. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن تظاهرات 'كبيرة' سجلت في العديد من البلدات المتمردة في محافظة ادلب (شمال غرب) ومحافظة دمشق وحرستا حيث ينفذ الجيش السوري عمليات واسعة النطاق في محاولة للقضاء على التمرد. ووضعت تظاهرات الجمعة تحت شعار 'حمص المحاصرة تناديكم'. واستمرت المعارك بين الجيش والمقاتلين المعارضين على عدة جبهات في ادلب ودرعا (جنوب) وحمص (وسط) ودمشق ودير الزور (شرق) وحلب (شمال)، بحسب المرصد. وتعرضت عدة احياء في هذه المدن يتحصن فيها معارضون مسلحون للقصف. واقتحم 'مئات الجنود' ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق الجمعة، بحسب ما اعلن ناشطون، وحدثت معارك في محيط القزاز جنوب شرق دمشق. وبحسب المرصد فإن ما لا يقل عن 65 شخصا بينهم 31 مدنيا و15 متمردا، قتلوا في اعمال العنف في سورية الجمعة. كما عثر على 16 جثة يحمل بعضها آثار تعذيب، في حرستا غداة العثور على 45 جثة في محافظة دمشق. سياسيا، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري مساء الخميس ان 'سورية تنظر ايجابيا الى اي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الازمة واعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سورية'. واضاف في المقابلة التي نشرت نصها وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مبادرة الترويكا التي تم الحديث عنها وتضم مصر 'قد قضى عليها الرئيس المصري بمواقفه الأخيرة'. وذهبت صحيفة 'تشرين' الحكومية الصادرة الجمعة في افتتاحيتها الى ابعد من ذلك، مؤكدة ان انحياز مرسي 'للارهاب والقتل والتخريب في سورية' قضى على أي جهود أو مبادرات 'يمكن أن تكون مصر طرفا فيها'. من جهتها ذكرت صحيفة 'ديلي تليغراف' الجمعة، أن ايران تكثّف دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد وأرسلت 150 ضابطاً من كبار قادة حرسها الثوري إلى سورية للمساعدة بصد محاولات المعارضة الرامية إلى الإطاحة به. وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين بالإستخبارات الغربية 'إن الرئيس محمود أحمدي نجاد صادق شخصياً على إيفاد ضباط من ذوي الخبرة لضمان بقاء نظام الأسد في السلطة كونه يمثل الحليف الأكثر أهمية لإيران بالمنطقة'. واضافت أن ايران قامت كذلك 'بشحن مئات الأطنان من المعدات العسكرية، بما في ذلك المدافع والصواريخ والقذائف، إلى سورية عبر ممر جوي نظامي تم انشاؤه بين دمشق وطهران'. وقالت إن اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هو العقل المدبر لعملية الدعم الايراني لنظام الأسد، وتم اتخاذ قرار زيادة الدعم بعد مقتل صهر الرئيس السوري العماد آصف شوكت نائب رئيس أركان الجيش السوري مع عدد آخر من كبار مسؤولي الدفاع في مقر الأمن القومي بدمشق في تموز (يوليو) الماضي.