قال رجل الدين السوري المعروف، محمد سعيد رمضان البوطي، الذي أثار الكثير من التساؤلات بسبب هجومه على المعارضة في بلاده وتأييده لحكم الرئيس بشار الأسد، إن سوريا "قيادة وشعبا" ستواجه بكل حزم من "يتعرض للذات الإلهية" وذلك بعد جدل واسع حول حوادث مماثلة قالت المعارضة السورية إنها من فعل عناصر موالية للنظام. وقال البوطي، في خطبة الجمعة التي ألقاها بالعاصمة السورية، دمشق، إن سوريا "قيادة وشعبا تدين بالعبودية لله وحده،" مضيفاً إن البلاد برئيسها وبقيادتها وبجيشها وبحكومتها وبشعبها تدين بالعبودية لله عز وجل كما تدين بذل العبودية له سبحانه وتعالى حيث يؤمن أفرادها جميعا بالله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر." ولفت البوطي إلى أن كل من يشير علنا في الأوساط العامة "بشعار من شعارات الكفر أو كلمة من كلماته ليحرك بها لسانه أو يخطها كتابة على معلمة أو جدار ليس مواطنا شريفا في هذه الدولة" مشبها إياه ب"جرثومة تسري في كيانها لتفتك بها ولتبعث في كيانها الموت والدمار." وأشار البوطي إلى أن "بلاغا صدر من أعلى سلطة في هذا البلد بأن كل من يتم القبض عليه متلبسا بترويج شعار من شعارات الكفر عبر كلام يردده في الأوساط أو عبارات يكتبها على الجدران لا بد أن يعاقب بأقصى العقوبات،" وأضاف أنه كان ولا يزال يقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلما وجد أن الفرصة سانحة لذلك. وكان البوطي قد تعرض للكثير من الانتقادات بسبب مواقفه السياسية المؤيدة للنظام السوري، وذلك طوال العقود الماضية، ولكن بعض فتاويه الأخيرة أثارت الكثير من الجدل. فقد نشرت مناصرو المعارضة السورية العديد من التسجيلات التي لم تتمكن CNN من تأكيد صحتها بشكل مستقل، يظهر فيها أشخاص وهم يجبرون معارضين على قول كلمات مثل "لا إله إلا بشار" أو يرغمونهم على السجود لصوره أو التلفظ بعبارات فيها إساءة لرموزهم الدينية. كما ظهرت تسجيلات أخرى تبرز مشاهد لعناصر قيل إنهم من القوات المسلحة السورية وهم يسخرون من الشعائر الدينية في المساجد أو يقومون بقصفها وإتلاف محتوياتها، بما في ذلك الكتب الدينية الإسلامية المقدسة، ما ولّد الكثير من الحساسيات في بلد محافظة تسكنه أغلبية من السنّة وتسيطر فيه الأقلية العلوية على مقاليد السلطة. وقد وجه أحد الأشخاص سؤالا للبوطي على موقعه المخصص للفتاوى، وهو "نسيم الشام" قال فيه إنه جندي في الجيش السوري وأضاف: "اختلفنا مع بعض هنا في حال إذا أمرنا الضابط المسؤول عنا بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي هل نمتثل للأمر أم لا ؟ وللعلم فإننا إن لم نقم بضرب المتظاهرين سنقتل حتما." ولم يتوسع البوطي في الإجابة بما يتعلق بقضية قتل المحتجين، بل اكتفى بالقول: "نص الفقهاء على أن الملجَأَ إلى القتل بدون حق لا يجوز له الاستجابة لمن يلجئه إلى ذلك، ولو علم أنه سُيقتل إن لم يستجب له، ذلك لأن كلا الجريمتين في درجة الخطورة سواء، ومن ثم فلا يجوز للملجَأ إلى القتل تفضيل حياته على حياة برئ مثله." (الفتوى) كما ورد سؤال للبوطي طالبا الفتوى حول "الإجبار على الكفر" قال فيه السائل: "ما حكم من أجبر على توحيد غير الله وذلك من قبل الأمن؟ لي أصدقاء قد ضربوا بالعصي على رأسهم لأنهم سألوه أليس ربك **** (أي رئيس الجمهورية!) لم يجيب، فقد نال ما نال، وهناك عدة أشخاص في السجون تعذب لنفس السبب والحالة تنتشر بشدة." اجابه البوطي: "لماذا تسألني عن النتيجة ولا تسألني عن سببها؟ ما سبب ملاحقة هذا الشخص وإجباره على النطق بكلمة الكفر التي تذكرها والتي زجتهما بالكفر يقيناً وبالإجماع؟ أليس سبب ذلك خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله؟" وتابع بالقول: "لماذا لا تسألني عن هذا السبب وحكمه وموقف رسول الله من هذا العمل؟ ألا تعلم - والمفروض أنك تقرأ القرآن- أن الله نهى المسلمين على استثارة المشركين بسب أصنامهم، ولم يتحدث عن سب المشركين لله نتيجة لذلك؟ لماذا الإصرار على مخالفة أمر الله وأمر رسول الله، ثم التشدق بعد ذلك بالسؤال عن حكم الإسلام في حق النتيجة التي انبثقت عن هذه المخالفة؟!.. استجيبوا لأمر رسول الله القائل في حق مثل هذه الفتنة (عليك بخاصة نفسك) ثم انظروا هل ستجدون من يلاحقكم إلى بيوتكم ويجبركم على النطق بهذا الكفر؟" (الفتوى) وفي مرة ثالثة، تلقى البوطي سؤالا من شخص قال: "نحن نقطن في منطقة دوما (قرب دمشق) لما اجتاح الأمن والشبيحة المنطقة دخلوا على البيوت ومنهم بيتنا وقاموا بإجبارنا على السجود لصور الرئيس بشار الأسد علماً أننا لم نشارك في أي مظاهرة مناوئة للنظام وخوفاً من القتل قمنا بالسجود للصورة فهل نحن أثمون؟" ورد البوطي قائلاً: "جواباً عن سؤالك المحدود أقول لك: اعتبر صورة بشار الموضوعة على الأرض بمثابة بساط، وقف عليه ثم اسجد فوقه لله عز وجل. يكتب الله لك أجر السجود له بدلاً من الكفر."