شهدت السجون المصرية ليلة أمس الأول، مفارقات غريبة، وردود فعل مختلفة، على إعلان فوز الدكتور محمد مرسى، برئاسة الجمهورية، فبينما كان الذهول والاستغراب سيد الموقف بين سجناء طرة من وزراء النظام السابق، وكذلك علاء وجمال مبارك، نجلى الرئيس السابق، كانت الفرحة هى عنوان سجن وادى النطرون، حيث شكر سجناؤه حسن حظهم لأن مرسى كان رفيقهم فى السجن ذاته إبان الثورة، بحسب تقرير لجريدة الشروق المصرية. وقامت مصلحة السجون منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بتشديد الحراسات والإجراءات الأمنية على العنابر، ومراقبة المتهمين تحسبا لقيام بعضهم بالانتحار أو محاولة الهرب. وأصاب الخبر جميع المسجونين فى طرة بصدمة كبيرة بعدما كان هناك أمل يراودهم، وشائعة يروجها البعض داخل السجن قبل ساعات قليلة من إعلان النتيجة بفوز الفريق أحمد شفيق، بنفس نسبة الأصوات التى فاز بها مرسى، فمثل نبأ خسارته «كارثة»، كما عبر صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق، والمحبوس حاليا على ذمة قضية موقعة «الجمل»، والذى يعالج بمستشفى السجن، وأيضا الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الذى يقضى عقوبة الحبس 7 سنوات بتهمة الكسب غير المشروع، وأيضا رجب حميدة. ولم يبد جمال وعلاء مبارك أى رد فعل تجاه تولى مرسى رئاسة الجمهورية، بينما سيطرت عليهما حالة ذهول كبيرة لعدة ساعات، قام علاء بعدها بالتريض داخل السجن، بينما لازم جمال زنزانته. بينما شهد سجن ملحق مزرعة طرة حالة من الهدوء الشديد، وتابع اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق الأخبار من خلال شاشة التليفزيون، وظل حبيسا لزنزانته طوال أمس الأول، كما ظهر القلق على تصرفاته تخوفا من فتح ملفات ضباطه فى أمن الدولة وأسرار الاعتقالات التى فتحها خلال شغله منصب وزير الداخلية. وفى سياق متصل عمت الفرحة سجن وادى النطرون رقم 2 صحراوى، الذى اعتقل فيه الدكتور مرسى مع عصام العريان ليلة 28 يناير، وطالب المسجونون الدكتور مرسى بالنظر فى تظلماتهم الكثيرة حتى يمكن الافراج عنهم باى طريقة وفقا للقانون، وتذكر السجناء لحظات هروب الرئيس الجديد معهم من سجن وادى النطرون، عند اقتحام السجون أثناء الثورة. كما طالب بعضهم بالبت فى مئات الطلبات التى تقدموا بها إلى النائب العام بسبب تلفيق القضايا لهم والحكم عليهم بالسجن سنوات يقضونها خلف الأسوار ظلما، وخصوصا المتهمين فى قضايا مخدرات وسلاح التى كانت أهم القضايا الملفقة ظلما لآلاف السجناء. وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض على مرسى فى 27 يناير، وكان اسمه موضوعا بكشوف المطلوبين الهاربين من السجون أيام ثورة 25 يناير، حتى تقرر العفو عنه فى بداية عهد حكومة الدكتور عصام شرف.