ذكر تقرير إخباري نشرته وكالة رويترز أن هناك مخاوف من حدوث انقسام وانشقاقات داخل الأسرة الحاكمة في سلطنة عمان؛ بسبب عدم الاتفاق على خليفة للسلطان قابوس سلطان عمان حتى الآن، رغم بلوغه الحادية والسبعين من عمره. ويخشى محللون ودبلوماسيون من اقتتال داخل الأسرة الحاكمة وخصومات قبلية وانعدام استقرار سياسي حين يتحتم اختيار حاكم جديد للسلطنة، وقال أكاديمي عماني لوكالة رويترز "هناك خطر من انقسام وشجار داخل الأسرة الحاكمة. يمكن أن يدعم الجيش مجموعة وأجهزة الأمن مجموعة أخرى وهنا يمكن أن يظهر تحد للخليفة، الاحتمال قائم". وأوضح التقرير أن السلطان قابوس ليس له أخ أو أبناء وأنه قد طلق زوجته بعد زواج لم يدم طويلا، بينما تشمل الأسرة الحاكمة ما بين 50 و60 ذكرا مؤهلا لتولي منصب السلطان ولكن لا يوجد مرشح واضح ولم تجر مناقشات رسمية. ولا توجد أحزاب سياسية في عمان كما أن التشكيك في حق عائلة آل سعيد في الحكم من المحرمات، كما لا يوجد اقتسام للعمل مع أعضاء آخرين بالأسرة فالسلطان قابوس هو رئيس الوزراء ويتولى حقائب مهمة في الحكومة منها الخارجية والدفاع. وقال عضو بارز بالأسرة طلب عدم نشر اسمه لرويترز "إنه اتفاق غير معلن ألا نتحدث عن الأمر (الخلافة) لأننا متى تحدثنا سيحدث انقسام فوري وسيبدأ صراع على السلطة مباشرة"، في حين قال شيخ قبيلة من وسط عمان: "قابوس وحد القبائل المتناحرة وأجرى مصالحة للخلافات الطائفية وتغلب على تمرد في الجنوب وبنى الدولة الحديثة خلال بضعة عقود"، معربا عن خشيته من عدم الاعتراف بالسلطان القادم وأن تعود أشباح الماضي. ووفقا للنظام الأساسي فإن "على الأسرة الحاكمة أن تختار سلطانا جديدا خلال ثلاثة أيام من خلو المنصب، وإذا لم تستطع الأسرة الحاكمة الاتفاق يجب فتح وصية تحتوي على اسم حدده السلطان قابوس". ويرى محللون أن القواعد وسيلة لتأمين اختيار قابوس للخليفة دون إثارة مشاكل من خلال إعلان اسمه في حياته، لكن وزير الخارجية يوسف بن علوي قال "إن العمانيين ليسوا كغيرهم يعلنون خليفة للأمة"، وأضاف أن ما هو منصوص عليه في النظام الأساسي هو ما تقبله تقاليد البلاد وأن هذه هي رؤية عمان للتعامل مع الخلافة. وقال الأكاديمي العماني "إن آجلا آو عاجلا ستتغير فكرة أن أي فرد في الأسرة الحاكمة له فرصة في الحكم.. ستتغير إلى انتقالها من الأب إلى الابن وإذا خسروها الآن فإنهم سيخسرونها الى الأبد". ويقول مراقبون للشأن العماني إن ابناء عمومة السلطان قابوس الثلاثة وهم اسعد وشهاب وهيثم بن طارق آل سعيد لديهم افضل فرصة لتولي الحكم، وأنهم لن يغيروا سياسة السلطان قابوس التي تنطوي على الموازنة بين مصالح ايران والسعودية ومصالح الدول الغربية بتوفير منشآت عسكرية للولايات المتحدة وبريطانيا. ويرى بعض الخبراء أن أسعد (62 عاما) هو المرشح الأقوى لأنه يتمتع بدعم الجيش، حيث قاد القوات المسلحة العمانية لعدة سنوات ويشغل الآن منصب الممثل الشخصي للسلطان قابوس، أما شهاب (57 عاما) فهو قائد متقاعد بالبحرية وهيثم (55 عاما) وزير مخضرم للتراث القومي والثقافة عمل سابقا في وزارة الخارجية. وقال الأكاديمي "ما يؤثر على الاخوة الثلاثة سلبا هو أن جميعهم لهم أعمال تجارية. وحين تكون لك مصالح تجارية يكون لك اعداء". وأضاف أن المصالح التجارية للاخوة الثلاثة متنوعة بدءا من العقارات وانتهاء بالسياحة، وهو ما يرجح كفة هو فهد بن محمود آل سعيد (66 عاما) نائب رئيس الوزراء منذ عام 1983 الذي تلقى تعليمه في جامعة السوربون بباريس وهو متزوج من فرنسية، حيث أنه له اي مصالح تجارية ويتصرف كفرد من عائلة ملكية.