في خطوة لتعزيز الصحة العامة وتجنب الآثار السلبية المترتبة على ضعف جوانب النشاط البدني، مما ترتب عليه انتشار أمراض السمنة المفرطة وأمراض القلب والشرايين وارتفاع أعداد المدخنين بالسعودية لتصل حسب تقديرات لوزارة الصحة إلى 25% من إجمالي السكان، أتى تحالف جمع وزارة التربية والتعليم السعودية بعدد من الجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الصحة بالإضافة للقطاع الخاص، لإطلاق مبادرة استراتيجية تهدف إلى تطوير الرياضة وتعزيز الصحة بمدارس التعليم العام بالبلاد، عبر استراتيجية وطنية شاملة للنهوض بالقطاع الرياضي والصحي بين طلاب وطالبات المدارس، وفي سبيل تجاوز الآثار السلبية لتردي الصحة العامة، ونشر الوعي بأهميتها للفرد وتنمية الحس بدور الرياضة في حياة المجتمع المحلي. ووفقا لما نشرته الشرق الأوسط اللندنية أوضح الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم أن الاستراتيجية ستتضمن التطوير الشامل للرياضة المدرسية وبنيتها التحتية وطرق تدريسها، وموضحا اشتمالها على تعزيز أنظمة التغذية الصحية للطلاب والطالبات في مختلف البيئات التعليمية، مشيرا إلى دخولها حيز التنفيذ بعد استكمال جوانبها التنظيمية والتنفيذية بعد عام من تاريخه. وشدد وزير التربية والتعليم على أحقية المرأة السعودية في ممارسة النشاط البدني عبر السماح لها بمزاولتها بمراكز رياضية تتفق مع الضوابط الشرعية التي تحددها الشريعة الإسلامية، مؤكدا مضي وزارته في إتاحة النشاط الرياضي لكافة الطالبات بمختلف مراحل التعليم العام، وفق رؤية تتبناها وزارته في السنوات القليلة المقبلة وعبر مناهج دراسية تستهدف الطالبات ووفق الإمكانيات المتاحة. وبين أن الوزارة تتخذ من الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية قاعدة انطلاق لتلك المبادرة الرياضية والصحية بالتعليم العام، مشيرا إلى تحديد عام 2020 كموعد لقطف ثمار هذه الاستراتيجية الوطنية، لافتا إلى أن إطلاق تلك الاستراتيجية للنهوض بالرياضة المدرسية كان حلمه منذ توليه سدة وزارة التربية والتعليم. وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن الاهتمام بالرياضة المدرسية يأتي إيمانا من مسؤولي الوزارة بأهمية الرياضة وانعكاسها على صحة الطلاب والطالبات، ولتجنب الآثار السلبية لضعف الصحة العامة بينهم، مشيرا إلى أن الاستراتيجية تأتي متماشية مع سياسة التعليم العام بالبلاد، لافتا لكونها لبنة أولية لتكوين قاعدة رياضية للمملكة عبر الكشف عن المواهب الرياضية ودعم المنتخبات الوطنية بالنجوم وتعزيز الحركة الرياضية على مختلف المستويات والألعاب. من جانبه اعتبر الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة أن الصحة البدنية ممثلة في الرياضة المدرسية جزء من مفهوم نظرة الصحة العامة التي بات الاهتمام بها على نطاق العالم، مشيرا إلى أن هذا المفهوم قاد إلى إعادة هيكلة وزارة الصحة وتنشئ وكالة تحت مسمى وكالة الصحة العامة تعنى بتغيير أنماط الحياة المرتبطة بالغذاء والنشاط البدني، والتخلص من العادات التي تؤثر على مفهوم الصحة. وقال: «الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية، ينبغي أن تخرج لتحقق المفهوم الحديث للصحة العامة والصحة المدرسية والرياضة البدنية التي تنعكس على أجيال قادمة ليس فقط في أبدانها وإنما في عقولها»، فيما قال الدكتور محمد الخشيم نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير إن وزارته في طور تنفيذ استراتيجية وطنية للحد من الآثار السلبية للصحة العامة والمترتبة على سلوكيات غذائية خاطئة وقلة في النشاط البدني لدى أفراد المجتمع. وأشار الخشيم إلى أهمية تعويد وتنشئة الطلاب والطالبات على ثقافة صحية وغذائية ورياضية سليمة عبر تبني برامج وأنشطة وفعاليات تعليمية وتربوية في مدارس التعليم العام، بينما بين الدكتور حمد آل الشيخ نائب وزير التربية والتربية والتعليم، رئيس اللجنة التنفيذية للاستراتيجية على أن هذه الاجتماع يعد أحد الاجتماعات التي تم عقدها مع منظومة المستفيدين أو شركاء الاستراتيجية، مبينا أنها تأتي امتدادا لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، ولافتا إلى أن الاستراتيجية تؤكد على دور الرياضة في مجالاتها الثلاثة، الصحي والترويحي والتنافسي. إلى ذلك خلص لقاء الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية إلى عدد من التوصيات بعد الاطلاع على ملامح الاستراتيجية حيث تمت الدعوة إلى إعادة تسمية الرياضة المدرسية لتصبح الرياضة البدنية والصحية، وإدماجها في مناهج التعليم العام للطلاب والطالبات، والنهوض بالبنية التحتية بمختلف مدارس التعليم العام للمساعدة في إنجاح تطبيقات الاستراتيجية بها، بالإضافة إلى الدعوة لفتح باب الاستثمار أمام القطاع الخاص للاستثمار في القطاع الرياضي المدرسي من خلال تحويل المبنى المدرسي لمركز رياضي يخدم المجتمع المحيط به خارج وقت الدوام الرسمي، واستثمار المساحات المفتوحة بالمدارس لتنظيم النشاطات الرياضية. كما أوصى المجتمعون بضرورة إنشاء اتحاد للرياضة المدرسية ليكون أرضية تنطلق منها السعودية لخلق جيل من الرياضيين السعوديين القادرين على تمثيل البلاد في المحافل الرياضية العالمية والإقليمية، كما تمت دعوة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمساهمة في الاستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية من خلال دعم الجهود المبذولة بتدريب الكوادر الوطنية والكشف عن المواهب الرياضية وفتح المرافق والمنشآت الرياضية أمام منسوبي مدارس التعليم العام لإقامة الاحتفالات والمناشط الرياضية العامة.