حذر الكاتب المصري سمير فريد في مقال له في صحيفة المصري اليوم من الصمت المريب تجاه قيام ممثل إيراني بتجسيد شخصية خير لابشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في فيلم إيراني. وقال فريد: نشرت فى هذا العمود منذ أسبوعين «15 إبريل» مقالاً عن الفيلم الذى يجرى تصويره فى إيران ويقوم فيه أحد الممثلين بتمثيل شخصية نبى الإسلام «محمد» عليه الصلاة والسلام. وأوضحت فى المقال كيف احترم العالم كله منذ اختراع السينما قبل مائة سنة ويزيد رغبة المسلمين فى عدم تجسيد نبيهم على الشاشة، وطالبت الأزهر والمؤسسات الإسلامية بأن تناشد مرشد إيران عدم إتمام صنع هذا الفيلم. مضيفا: توقعت أن القائم بأعمال سفارة إيران فى القاهرة سوف يعلق، وكذلك الأزهر، وخشيت من تنظيم مظاهرات ضد الفيلم فى وقت لا نحتاج فيه إلى المزيد من المظاهرات، ولكن رد الفعل الوحيد كان الصمت التام، بينما يستمر العمل فى الفيلم، وسوف يعلن عن موعد عرضه فور إتمامه. وتساءل الكاتب: لماذا إذن كانت أزمة فيلم مصطفى العقاد «الرسالة: محمد رسول الله»، والتى وصلت إلى حد التهديد بقطع العلاقات بين السعودية والمغرب حيث كان يصور الفيلم بسبب تجسيد حمزة عم النبى، وليس تجسيد النبى ذاته؟! ولماذا منع فيلم يوسف شاهين «المهاجر» لمجرد أنه مستوحى من حياة النبى يوسف! ولماذا الضجة الهائلة حول المسلسلات التليفزيونية التى تجسد بعض صحابة النبى والعشرة المبشرين بالجنة، وكأنهم أهم من النبى ذاته!! وتابع: بل لماذا إذن كانت الأزمة الكبرى بين المسلمين والدنمارك بسبب رسوم الكاريكاتير التى جسدت النبى وصورته كداعية للعنف من واقع تصريحات وأفعال أسامة بن لادن، وهى الأزمة التى وصلت إلى حد منع المنتجات الدنماركية لفترة، ومحاولة اغتيال رسام الكاريكاتير! ولماذا اغتيل المخرج الهولندى فان جوخ بسبب فيلمه الذى يربط بين اضطهاد النساء وآيات من القرآن الكريم حسب تفسيره لهذه الآيات. وتطول الأمثلة التى تؤكد التناقض بين ردود أفعال الأفلام المذكورة وموقف الصمت تجاه الفيلم الإيرانى الذى يجسد النبى ذاته، وهو ما لم يفكر فيه مخرج مسيحى أو يهودى أو بوذى أو هندوسى، بل ولم يفكر فيه مخرج إسرائيلى، ولكن قرر صنعه مخرج إيرانى ومن إنتاج دولة إيران الدينية الإسلامية! ويختتم بقوله: ألا يدل ذلك على أن الأزمات الصاخبة والجرائم المشينة التى أشرنا إليها كانت لأهداف سياسية خلف أقنعة دينية، ولم تكن للدفاع عن الإسلام ونبى الإسلام. أم ترى أن النفوذ الإيرانى فى مصر وصل إلى هذه الدرجة بفضل الأموال الوفيرة المخصصة لمصر؟