عكس نبأ إشراف الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بجانب نخبة من علماء الأمة على إنتاج فيلم سينمائي ضخم عن النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم مدى إدراك النخبة فى المشهد الإسلامي المعاصر لضرورة توظيف السينما فى الدفاع عن قيم الإسلام النبيلة، ورسوله الكريم فى ظل حملات الاساءة المتكررة من قبل متطرفين غربيين ضد الاديان السماوية ورموزها من بوابة السينما أو الاعمال التليفزيونية والتى كان أحدثها عرض قناة HBO الأمريكية الخاصة المسلسل الكوميدى الأمريكى الشهير (Curb Your Enthusiasm) – وتعنى (اركن حماسك الديني جانبًا) وتضمن مشاهد مسيئة للسيد المسيح عليه السلام. يتناول الفيلم الجديد عن نبى الاسلام عرضًا دراميًا لسيرة المصطفى وصحابته الكرام وسيكون باللغة الإنجليزية حيث سيقوم الدكتور القرضاوى مهمة الإشراف على الأبحاث التمهيدية للفيلم، وتقديم الاستشارات الدينية والتاريخية إلى منتج ومخرج الفيلم، الذي قال منتجون عرب وأمريكيون إنه سيحمل اسم “رسول السلام”. فيما تبلغ الكلفة الانتاجية المبدئية للفيلم150 مليونًا وستقوم بإنتاجه شركة النور القابضة بدعم المنتج السينمائي الأمريكي باري أوزبورن منتج سلسلة أفلام “مملكة الخواتم”، و “ماتريكس” فى هوليود وبتعاون مع عدد من أستوديوهات الإنتاج السينمائي وشركات التوزيع في الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وحول الفيلم قال الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر السابق ان توظيف السينما ضرورة لخدمة الدعوة لكن يجب الالتزام بالضوابط الاسلامية فلا يتم تجسيد الأنبياء او العشرة المبشرين بالجنة، وهو ما راعته الشركة المنتجة حيث سيكون دون تجسيد لشخصية الرسول الكريم من خلال ما توفره صناعة السينما من إمكانات فنية وإخراجية مع الاستعانة بممثلين مسلمين ناطقين باللغة الإنجليزية، فيما يعد الفيلم الثاني الذى تنتجه هوليود حول قصة حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد فيلم “الرسالة” للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد عام 1976 وقام ببطولته انتوني كوين وايرين باباس. ويأتى تبنى القرضاوى لتوظيف السينما فى خدمة الاسلام فى ظل استغلال اليهود للسينما فى تشويه صورة المسلمين منسجمة مع كتابات فى السنوات الاخيرة لدعاة ومفكرين للمضى فى هذا الاتجاه ومن بين تلك الكتب “السينما الإسلامية.. هل هي ممكنة؟ الصادر عن دار الوفاء بالقاهرة للمؤلف محمد وليد جداع، حيث اكد المؤلف ضرورة توظيف السينما فى خدمة الدعوة لما لها من تأثير جماهيرى كبير، ورأى المؤلف أن السينما يمكن أن تكون عاملاً مهمًا لوقف مظاهر الغزو الثقافي لأمتنا ومواجهة حملات التشكيك والعداء الموجودة في جزء من السينما الأجنبية وكذلك مواجهة عملية تخريب وقتل المشاهد العربي. وفى هذا الاتجاه افتى علامة الازهر الراحل الشيخ أحمد الشرباصي ان مشاهدة الأعمال الفنية كالأفلام والمسرحيات، الأصل فيها الإباحة مادامت لا تعرض شيئًا منافيًا لآداب الإسلام ممّا نراه الآن، كالتحريض على الرذيلة، وإثارة الفتنة عن طريق الجنس، وهى سلاح ذو حدين: يُحسن بعض الناس استخدامه، فينفعون به الأمة والوطن، ويَخْدُمُون به الدِّين والأخلاق الفاضلة، فيكون في هذه الحالة خيرًا وبركةً. وكان الشيخ القرضاوي قد اشار الى أن الفيلم سيحمل رسالة تنويرية عن حقيقة النبي التي يجهلها الكثيرون في الغرب، ومنها ان النبي كان يكره الحرب، ويحب السلام، بل هو حتى كان يكره اسم الحرب، ويطلق عليها اسماء اخرى كما أن مليارات البشر يعيشون ويموتون دون ان يعرفوا شيئًا عن النبي رغم رسالته العالمية، وهذا تقصير كبير من العالم الإسلامى، وشدد على أهمية الفيلم فى إبراز الرسالة المحمدية بأبعادها الكونية ومضامينها الحضارية والسلمية، وتصحيح الصورة الخاطئة عن المسلمين التي أصبحت متداولة في الغرب، وقال الشركة ان ستقوم بإنتاج سلسلة من الرسوم الكرتونية من ثلاثين حلقة عن حياة النبي، فيما قال المخرج والسيناريست الأمريكي رمزي توماس إن كونه غير مسلم لا يمنعه من كتابة سيناريو الفيلم. وأكد أن الدين الإسلامي يستحق كل التقدير، ولذلك جاءته فكرة الكتابة.