قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد القتلى ارتفع الأربعاء إلى مائة معظمهم سقطوا في "مجزرة" جديدة بحي دير بعلبة في حمص ، وذلك عشية إبلاغ دمشق المبعوث الأممي العربي كوفي أنان بأنها ستوقف إطلاق النار صباح الخميس. وقد بث ناشطون سوريون على مواقع الإنترنت صوراً تظهر مقتل وجرح العشرات في مدينة الرستن بمحافظة حمص وسط البلاد. ويقول الناشطون إن صور الجرحى تبدو أنها نتيجة لاستخدام أسلحة غير عادية من جانب الجيش النظامي الذي كانت وحداته متمركزة في كلية الهندسة بالمدينة. وتظهر الصور مصابين بينهم أطفال وعليهم آثار حروق. ونقل ناشطون عن أطباء عجزهم عن معرفة نوع الحروق التي أصيب بها الضحايا جراء القصف. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط 75 قتيلا في حمص وتسعة في وادي بردى بريف دمشق وسبعة في درعا وأربعة في حماة واثنين في حلب ومثلهما في اللاذقية ودير الزور، إضافة إلى مقتل خمسة من الجنود المنشقين في درعا كانوا فقدوا في وقت سابق وتأكد مقتلهم الأربعاء. من جانبها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أفراد عائلتين سقطوا قتلى أو جرحى في قصف عشوائي شنه الجيش على مدينة القصير بحمص. وقال ناشطون إنه يتعذر عليهم رفع جثث القتلى من شوارع حمص وسط القصف الشديد المستمر. وتحدث ناشطون عن مقتل أربعة أشخاص في قصف على قرية النهرية بريف حمص قرب الحدود مع لبنان، وذلك مع استمرار القصف المدفعي على قرية دير الغربي في إدلب ، وعلى كل من جوبر وكفرلاها وتلدهب ومدينة الرستن بمحافظة حمص، مما أسفر عن هدم منازل وسقوط عدد غير معروف من الجرحى. كما أكدت شبكة شام الإخبارية استمرار القصف الصاروخي العنيف على حي الخالدية بحمص ودمار عدد كبير من المنازل، وقصفت الدبابات حي باب هود من جهة طريق الشام. وبث ناشطون صورا لقذائف تسقط في الخالدية وجورة الشياح بحمص. ونقلت وكالة رويترز عن ناشطين أن ما لا يقل عن عشرين دبابة بدأت التحرك إلى حيي الدباغة والمجايلي بمدينة حماة. مداهمات ومجازر وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن حملات دهم واعتقال وتخريب في مدينة إنخل بدرعا، وعن انفجار رافقه إطلاق رصاص كثيف في إزرع وحي المحطة بالمحافظة نفسها، في حين يتواصل القصف العنيف على منطقة السهل في ريف دمشق، كما اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في الزبداني بريف دمشق. وبث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت قالوا إنها لمظاهرة خرجت صباح الأربعاء في بلدة الصورة بمحافظة درعا، دعا خلالها المتظاهرون إلى تسليح الجيش الحر. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ناشطين سوريين قولهم إن قوات النظام بدأت اجتياح حي كفر سوسة بالعاصمة دمشق حيث عدد من السفارات والمباني الأمنية السورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصين قتلا أثناء حملة مداهمات تنفذها القوات النظامية في مدينة القورية بدير الزور بحثا عن مطلوبين. وفي السياق نفسه، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مصرع سبعة عناصر بالجيش الحر ومقتل شاب تحت التعذيب, كما وثقت في بيان -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أسماء ستين شخصا قالت إنهم قتلوا يوم الثلاثاء في مجزرتين بدير بعلبة في حمص، بينهم خمس نساء وخمسة أطفال. انتهاء المهلة وتأتي هذه التطورات عشية إعلان النظام بدمشق التزامه بوقف إطلاق النار الخميس وفقا لخطة أنان المكونة من ست نقاط، حيث تشير إحداها إلى وقف الحكومة عملياتها ضد المعارضة ووقف استخدام الآليات الثقيلة، إضافة إلى بدء سحب القوات النظامية من المدن. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان إن سوريا قالت إنها ستوقف كل العمليات القتالية مع انقضاء المهلة المحددة بحلول السادسة صباحا (3.00 بتوقيت غرينتش) الخميس، لكنها "تحتفظ بحق الرد بشكل متناسب على أي هجمات تشنها مجموعات إرهابية مسلحة ضد المدنيين أو القوات الحكومية أو الممتلكات العامة والخاصة". ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع قوله إنه بعدما نفذت القوات المسلحة مهامها الناجحة في "مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولة"، تقرر وقف هذه المهام اعتباراً من صباح الخميس. وأضاف أن القوات ستبقى متأهبة للرد على "أي اعتداء"، دون أن يشير النبأ إلى المهلة التي تنتهي في الوقت نفسه وفق خطة أنان. وكان معارضون سوريون منحوا الثلاثاء الحكومة السورية مهلة 48 ساعة لوقف القصف وإلا أمطروها بوابل من الهجمات المكثفة. وقال المتحدث باسم الجيش السوري الحر العقيد قاسم سعد الدين إنه رغم موافقة الحكومة على سحب قواتها من المناطق السكنية والكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة بحلول الثلاثاء، "شهدنا مزيدا من القتال والقصف والتعزيزات".