دمشق، بيروت، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال ناشطون وشهود إن الجيش السوري ارسل تعزيزات أمنية كبيرة أمس إلى الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا ومحيط الرستن في محافظة حمص. كما تواصلت الاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق السورية، متحدثين عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وذلك بعد يوم دامٍ في سورية شهد سقوط 81 قتيلاً على الأقل، معظمهم في إدلب وحمص وريف حلب، وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى العثور على 75 جثة مجهولة الهوية بالمستشفى الوطني بحمص بعد سيطرة «الجيش الحر» عليه. وأفاد ناشطون بأن دمشق وريفها شهدا مداهمات ومواجهات بين الجيش ومنشقين وان عشرات الحافلات المحملة بالجنود تم ارسالها إلى ريف العاصمة. وأفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع انفجار ضخم في حي القدم على طريق دمشق - درعا، ما أدى إلى إغلاق الطريق من دون أن يتم تحديد أسباب الانفجار. كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن تجدد القصف على أحياء باب الدريب وباب هود وحي الصفصافة والحميدية لليوم الرابع والعشرين على التوالي في حمص، واستهدف القصف حي الخالدية لليوم ال15، وبمعدل أربع قذائف في الدقيقة، بينما تحدثت الشبكة السورية لحقوق الانسان عن «مجزرة» في دير بعلبة وعن انشقاق 35 عسكرياً من اللواء 61 بالجيش السوري. يأتي ذلك فيما اتهم ناشطون في درعا قوات النظام بتعمد «تجويع» المدنيين، وذلك باستهداف المؤن وهدم الافران وإحراق مخزون الطعام في البيوت التي يتم اقتحامها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الى اشتباكات وقعت فجر امس بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة دوما في ريف دمشق. وقال إن قوات الأمن تنفذ «حملة مداهمات واعتقالات في الاحياء الغربية لمدينة الزبداني» التي وصلت اليها «عشرات الحافلات المحملة بالعناصر» صباح امس. وقال ناشطون إن جيش النظام السوري يحاصر قرية هريرة في وادي بردى بريف دمشق ب53 دبابة. وبثت لجان التنسيق المحلية على موقع «يوتيوب» مقاطع فيديو تبين قيام مجموعة من الشباب بإحراق إطارات على عرض الطريق العام في حي المزة في دمشق، «تضامناً مع المدن المحاصرة والمنكوبة»، كما جاء في التعليق على الشريط. كما بثت لجان التنسيق مقطعاً مصوراً آخر يبين احراق اطارات قالت انه في منطقة نهر عيشة على الطريق الدولي الواصل بين دمشق ودرعا. وأعلن مجلس قيادة الثورة في دمشق خروج تظاهرة مسائية من مخيم فلسطين تطالب بإسقاط النظام، مضيفاً أن الأمن أطلق الرصاص على المتظاهرين في حي المزة بالعاصمة، وعلى تظاهرة أخرى خرجت قرب السفارة الإيرانية، عند مفرق كفر سوسة. كما سمعت أصوات اشتباكات عنيفة في حرستا بريف دمشق، ترافقت مع دوي انفجار ضخم. وفي مدينة حمص، قتل ثلاثة مواطنين، اثنان في سقوط قذائف على حي البياضة وثالث في حي دير بعلبة في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة. وتعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص لقصف عنيف صباح امس، بحسب ما افاد جنود في «الجيش السوري الحر». وذكر اتحاد التنسيقيات في الرستن ان قوات النظام تطوق قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين من الجهة الشمالية لمدينة الرستن بأكثر من ثلاثين باصاً محملة بعناصر «الأمن والشبيحة» وثلاثين دبابة، مشيرة الى «حملة اعتقالات واسعة واحراق دراجات نارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية. وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الانسان عما وصفته ب «مجزرة مروعة» ارتكبها الجيش النظامي بحق أهالي حي دير بعلبة في حمص، حيث يقصف المنازل بالأسلحة الثقيلة والمدفعية مما يودي بحياة العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وقالت إن العديد من الجرحى حالاتهم حرجة جداً. كما ذكرت الشبكة أن 35 عسكرياً من اللواء 61 أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم للجيش الحر، أثناء مداهمة الأمن والجيش لبلدة سحم بدرعا. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مواطنان اثر اصابتهما في اطلاق النار وقصف تتعرض له قرية تفتناز التي تدور فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة أسفرت كذلك عن مقتل اربعة جنود في ناقلتي جند تم اعطابهما. كما تسبب القصف والاشتباكات العنيفة المستمرة والتي تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة القذائف، بإحراق منازل عدة. وقتل مواطن من بلدة كنصفرة في ادلب في اطلاق الرصاص عليه على طريق دمشق حلب الدولي. ووصلت صباح امس عشرات الحافلات العسكرية المحملة بعناصر الجيش الى مدينة داعل في محافظة درعا. ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات أسفرت عن اعتقال 12 شخصاً في المدينة، وأقدمت على احراق سبعة منازل. وقال الناشط سيد محمود من درعا في اتصال عبر سكايب مع وكالة «فرانس برس» ان «الوضع متوتر جداً في داعل منذ امس»، مشيراً الى احراق منازل وإرسال تعزيزات امس. وأضاف ان قوات النظام «في اطار سياستها الهادفة الى تجويع الناس، تهاجم المنازل وتدمر المؤن، وتدخل الى الافران وترمي عجين الخبز في الطرق»، مشيراً الى قطع التيار الكهربائي 15 ساعة في اليوم. وكانت اشتباكات وقعت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء في مدينة انخل في درعا بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة. وأشار المرصد الى ان الاشتباكات حدثت «على ما يبدو نتيجة استهداف لحواجز الجيش النظامي». في محافظة حماة (وسط)، أفاد المرصد ان القوات النظامية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة كفرنبودة في الريف الشمالي، وحملة مداهمات واعتقالات وإحراق منازل في قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين في الريف الجنوبي. في موازاة ذلك، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس ان «الجهات المختصة احبطت ليل اول امس، محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من الأراضي اللبنانية قرب قرية الجوبانية شمال بلدة القصير في ريف حمص» وسط البلاد. وزادت انه «تم إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعة الإرهابية المتسللة». وأفادت الوكالة ان «الجهات المختصة ضبطت قرب مدرسة المثنى في حي المريجة في حمص سيارة مزودة بمنصات لإطلاق قذائف الهاون كانت تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة لترويع وقتل المواطنين الأبرياء». وكان المرصد السوري أفاد بأن 69 قتيلاً سقطوا اول من امس في اعمال عنف شهدها العديد من المناطق هم 40 مدنياً وعشرة منشقين و19 عنصراً من القوات النظامية. ففي حمص، «استشهد 22 مواطناً ثلاثة منهم اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات السورية في مدينة القصير و18 شهيداً بمدينة حمص بينهم 17 سقطوا في احياء الخالدية ودير بعلبة والبياضة وجورة الشياح»، وفق المرصد. وأوضح المرصد انه تم اول من امس «تسليم جثمان شهيد من حي الوعر اعتقل الاحد على حاجز قرية ابل بريف حمص، كما استشهد مواطن جراء القصف على مدينة الرستن».