نقلا عن صحيفة " النهار " اللبانية فإن معاشرة الرجل زوجته بعد وفاتها، أكل لحم الجن، الزواج من فلول آل مبارك أو تزويجهم، معاشرة الدمية، هي أبرز الفتاوى الشاذة التي تمخضت عن سنة 2011. زيادة على مسائل أخرى تطرق لها مشايخ وهيئات متخصصة في الإفتاء بالوطن العربي، فحللوا وحرّموا دون مراعاة للمنطق العقلي أو الحجة الشرعية من القرآن والسنة، الأمر الذي جعل عامة الناس وخاصتهم يتبرّؤون منها وتشمئز لها أنفسهم. عرفت سنة 2011 فتاوى غريبة وشاذة صدرت عن دعاة وهيئات دينية معروفة، خرجت عن المألوف هذه المرة لكسب الأضواء أو أغراض معينة، حيث امتزجت فيها علوم الشريعة بقضايا سياسية وأخرى اقتصادية؛ خدمةً لجهات محددة أو كسر جهات أخرى، ثبت من خلالها عدم مراعاة المصلحة الدينية العامة وإنما المصلحة الدنيوية، في الوقت الذي جاءت أخرى مخالفة للمنطق العقلي تماما، ولا شيء يفسرها سوى بحث أصحابها عن الشهرة. شيخ مغربي يفتي بجواز جماع المرأة وهي ميتة ومعاشرة الدمى وأفتى في هذا الإطار الشيخ المغربي عبد الباري الزمزي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث، بجواز معاشرة الرجل زوجته بعد وفاتها مباشرة دون ذكر أي دليل شرعي على ذلك، كما تعداها إلى القول بأنه يجوز للمرأة أو الرجل معاشرة الدمية قبل الزواج، في أغرب فتوى تُنسب لرجال الشريعة على الإطلاق! في الوقت الذي حلل الداعية المصري محمد الزغبي من جهة أخرى، أكل لحوم الجن، مستندا على أن الجن يتمثلون في صورة الأنعام؛ من إبل وغنم وبقر، الأمر الذي يجعل أكل لحومهم حلالا! الأزهر يفتي بحرمة الزواج من آل مبارك أو تزويجهم وحتى التصويت عليهم في الانتخابات وفي السياق ذاته، امتزجت السياسة بالفتاوى الشرعية، فعرفت هذه السنة أكبر عدد من الفتاوى السياسية، خاصة أنها اقترنت بالأحداث العربية وسقوط العديد من الأنظمة، حيث تتقدم هذه الفتاوى ما صدر عن الأزهر الشريف، الذي حرّم الزواج من نساء آل مبارك وكل من يمت إليه بصلة، كما حرم تزويج أي مصري أو مسلم ابنته من آل مبارك أو فلولهم، في إشارة ضمنية إلى تكفيره! ذلك أن القرآن والسنّة حرّما ذلك فقط على الكافر غير الكتابي، لأن حتى المسلم يجوز له الزواج بالكتابية. كما أفتى الشيخ المصري عمرو سطوحي رئيس لجنة الدعوة الإسلامية بالأزهر أيضا، بحرمة التصويت لصالح حزب مبارك أو أي حزب، سياسي آخر تعامل مع مبارك أو نظامه؛ بحجة درء الفساد والوقاية منه، ذلك أن النظام السابق كان مفسدا، وأن هؤلاء ضيّعوا الأمانة، ولا يجوز استئمانهم مرة أخرى على الثروات المصرية، حيث تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء كانوا أنفسهم شيوخا بالأزهر في عهد مبارك، إلا أنه لم يصدر أي اعتراض على قراراته أو طريقة تسييره رغم انحيازه الفاضح لإسرائيل على حساب الفلسطينيين. القرضاوي يفتي بقتل القذافي ويحرّض الغرب على احتلال سوريا! وتُعتبر فتاوى القرضاوي الأجرأ في الشأن السياسي لهذه السنة، خاصة حين أفتى بإباحة دم العقيد الليبي معمر القذافي وحرّض على قتله! حيث اعتبرها البعض غطاء شرعيا لاغتيال سياسي، فضلا عن فتواه الأخيرة بخصوص دعوة القوى الأجنبية إلى ضرورة التدخل العسكري في سوريا، بغرض إنقاذ الشعب السوري من حاكمه! في الوقت الذي يعلم علم اليقين ما فعلته هذه القوى في ليبيا والعراق وأفغانستان! كما حرم من جهته أحد المشايخ بأوروبا بمس المرأة للفواكه اللولبية، على غرار الموز والخيار، بحجة درء الفتنة، ولا ينبغي أكلها إلا بعد تقطيعها! ومن جهتها، أفتت الداعية الكويتية سلوى المطيري بضرورة إصدار قانون من أجل إباحة شراء المرأة زوجها على أن يعطيها مهرا، كما أباحت شراء الرجل للمرأة من سبايا الحروب سواء من الشيشان أو العراق وغيرها، وذلك من أجل القضاء على العنوسة وسط النساء ومحاربة الفساد وكل مظاهر الزنا وسط الرجال!