تنافست الفتاوى الدينية المثيرة للجدل في ثاني أعوام «الربيع العربي» على تصدر المشهد الإعلامي في المنطقة ورافقها تصاعد في وتيرة الفتاوى الممزوجة بالسياسة، فيما ارتقت أحزاب وجماعات الإسلام السياسي هرم السلطة في دول عربية عدة. «زيارة القدس حرام».. ربما كانت هذه الفتوى الصادرة عن رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الأكثر وقعاً في عالم 2012، وهو ما جعل علماء من قلب القدس يردون عليها بحدة. في حين أثّرت أحداث جانبية وقعت خلال مخاضات الثورات العربية في ولادة فتاوى، كتلك التي حرم فيها القيادي السلفي المصري عبدالمنعم الشحات «كرة القدم»، إثر أحداث مذبحة مباراة بورسعيد التي راح ضحيتها نحو 80 شخصاً، قبل أن يتراجع ويقلّص دائرة التحريم لتقتصر على «الاحتراف» فقط! (للمزيد) ولم يتوقف الأمر عند تحريم كرة القدم، بعد أن ظهر مقطع صوتي لشاب يسأل رجل الدين السعودي سليمان العلوان عن كرة القدم والتعصب لها والإعجاب باللاعبين، ليرد الأخير بأن «كرة القدم ماسونية، الهدف منها صدّ المسلمين عن دينهم وعقيدتهم». ووصف اللاعبين في فتواه ب«الفُسَّاق»! وبعد تهديد محتسبين وزير العمل السعودي المهندس عادل فقيه ب«الدعاء عليه» الأسبوع الماضي، أفتى أستاذ الشريعة في جامعة أم القرى محمد السعيدي ب«أن الدعاء يجوز على أي أحد، بغض النظر عن كونه وزيراً أو غير ذلك». ويبدو أن مصر حظيت بأكبر عدد من الفتاوى «اللافتة»، بدءاً من فتوى «هدم الأهرامات وأبو الهول» التي خرج بها القيادي في الدعوة السلفية الجهادية مرجان الجوهري، مروراً بتقديم أحد النواب السلفيين في مجلس الشعب المنحل مشروع قانون يقترح خفض سن الزواج إلى 14 عاماً، انتهاء بإباحة «مضاجعة الزوجة بعد وفاتها»، استناداً إلى فتوى لرجل الدين المغربي عبدالباري الزمزمي. ولم تنحصر الفتاوى الغريبة خلال عام 2012 في اجتهادات فردية، إذ صدرت فتوى عن دار الإفتاء المصرية تحرم «ضرب الطلاب في المدارس». وفيما تعيش المرأة «فرصة تاريخية» لدخول المعترك السياسي، والمطالبة بحقوقها، أصدر المستشار في ديوان الرئاسة الموريتاني أسلم ولد سيد المصطفى فتوى «ظنية»، يحرم فيها ترشح المرأة في الانتخابات «إذا غلب الظن أنها ستفوز»!