كشفت مصادر مطلعة بعض كواليس سبب إقالة مدير عام شبكة الجزيرة القطرية الفلسطيني وضاح خنفر من منصبه بعد ثماني سنوات أمضاها على رأس الشبكة، وصاحبها الكثير من الجدل بفعل السياسات التي انتهجها الرجل في إدارته لقناة الجزيرة. وقالت المصادر – حسب موقع الرأي نيوز الإماراتي - وهي من داخل غرفة الأخبار بقناة الجزيرة - إن خلافات عميقة نشبت طيلة الأشهر الماضية بين وضاح خنفر والمفكر العربي الدكتور عزمي بشارة المقيم في الدوحة منذ سنوات، والذي يرتبط بعلاقات خاصة ومتينة مع العائلة الحاكمة في دولة قطر، وهي أدت في نهاية المطاف إلى التضحية بخنفر. واستحكمت الخلافات بين خنفر وبشارة مؤخرا خصوصا مع تدخل بشارة المستمر في سياسات وتوجهات الجزيرة فيما يتعلق بتغطية الثورات العربية، وهو أمر لم يقبله خنفر واشتكى أكثر من مرة لدى المسئولين في دولة قطر دون أن يجد أي ردود إيجابية. وأوضحت المصادر أنه كان لزاما أمام استمرار الخلافات ،أن يحسم المسئولون في دولة قطر هذه المسألة بالتضحية بأحد الرجلين، ويبدو أن أسهم بشارة كانت الأقوى بحكم علاقاته المتشعبة مع دوائر صنع القرار في الدوحة، وهو ما أدى لاتخاذ قرار بتنحية خنفر. وحرصت إدارة الجزيرة على عدم الإعلان عن نبأ الإقالة، وسمحت لخنفر بإعلان الخبر بنفسه والتأكيد على أنه هو من استقال من منصبه، وبالفعل تم ذلك عبر الصفحة الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إذ أعلن أنه آثر الرحيل بعد ثماني سنوات من العمل من أجل إفساح المجال لطاقات جديدة. ومن المقرر أن يباشر المدير العام الجديد لشبكة الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثان مهامه، اعتبارا من صباح غد الأربعاء. ويرجع عاملون في الجزيرة ومراقبون إحداث تغيير واضح في سياسة القناة، خصوصا فيما يتعلق بالتعاطي مع ملفات الثورات العربية. وقال موقع الرأي نيوز الإماراتي إن آل ثان كان يشغل حتى قبل تعيينه خلفا لخنفر، منصب مدير الهندسة والمشاريع في قطر للغاز، وهو يعتبر لدى كثير من القطريين مثالا مهما لنجاحات الشباب القطري في تحقيق إنجازات مهمة على المستوى العملي، خصوصا أن الشيخ حمد أسهم في تدعيم قدرات شركة قطر للغاز. ولعل ما يشي بتغير في سياسات الجزيرة مستقبلا بحسب بعض التفسيرات، هو أن المدير العام الجديد رافق قبل نحو أسبوع أمير قطر حمد بن خليفة في زيارة قصيرة للسعودية، التقى فيها الأمير بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكانت وثيقة نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخرا وتحمل رقم 05DOHA1765 وتاريخها: 20/10/2005 أشارت إلى تعاون وثيق بين المدير العام للجزيرة والسلطات الأمريكية حيث تضمن التعاون إزالة مواد تضر بصورة الجيش الأمريكي في العراق، بيد أن مراجعة موضوعية للوثيقة توضح أن الصخب الذي رافق نشر تلك الوثيقة لم يكن له أي مبرر.