سجلت المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي هدفا جديدا في شباك خطتها الرامية إلى تعميق مبادئ المفهوم داخل المجتمع من خلال تبنيها لفكرة تهدف إلى تحقيق تكافل رياضي أمثل بين أفراد المجتمع وذلك من خلال مد جسور التواصل بين الرياضيين القدامى والأندية المحلية والأحياء في المملكة . وتعول الفكرة التي تسعى المبادرة لنشرها على دور المؤسسات الرياضية في المملكة وكذا الرياضيين المحليين و المهتمين عادةً بمتابعات المنافسات الرياضية بتبني الفكرة وذلك من أجل تحويل أفراد المجتمع من مجرد متابعين رياضيين شغوفين إلى ممارسين بشكل صحي وعلمي للرياضة . وقال الدكتور عبد الرزاق أبو داود الأكاديمي المحاضر في جامعة الملك عبد العزيز في جدة أن فكرة المبادرة عظيمة و ستحقق منفعة اجتماعية لصالح الأفراد داخل المجتمع مضيفاً أن أمر تحقيق الأفكار الهادفة لبناء تكافل رياضي متعلق بتعاون الجهات الرسمية ذات الصلة وجمعيات مراكز الأحياء لترجمة كل المشاريع الرياضية الثقافية على أرض الواقع وداخل أزقة الأحياء . وأضاف أبو داود، الذي سبق له رئاسة النادي الأهلي السعودي، أن هناك محاولات خجولة لبعض الرياضيين القدامى لكنها لا تخرج عادة عن فكرة إنشاء نادي شعبي وممارسة الكرة في أوقات معينة ولفئة بسيطة ومستهدفة هي فئة الشباب مشيراً إلى أن احتضان هؤلاء الرياضيين من قبل جهات مسئولة عن تنفيذ فكرة التكافل الرياضي سيضمن بالتأكيد تعميق هذا المبدأ وإشاعته بين الناس والوصول إلى ثقافة داخل المجتمع لمعنى ممارسة الرياضة بطريقة عملية ومفيدة للصحة والعقل والبدن . و يرتكز مدى نجاح فكرة المبادرة على مستوى التعاون الذي يمكن أن يقوم بين الأندية الرياضية والرياضيين القدامى مع جمعيات مراكز الأحياء وبناء خطط طموحة تهدف لتفعيل دور التكافل الرياضي من خلال جانب نظري يعتمد على نشر الثقافة الرياضية وإيجابية ممارستها وعلى جانب عملي يرتكز على توفير البيئة المناسبة لممارسة الرياضة بكافة أنواعها داخل الأحياء السكنية . من جانبه قال الكاتب الرياضي خالد قاضي ، أنه لا بد في البداية وقبل التفكير بتعميق آثار التكافل الرياضي النظر إلى رفع مستوى الوعي داخل المجتمع من أجل ضمان تجاوب أفضل مع الفكرة مضيفاً أن التراتبية في هذا الموضوع تبدو مهمة إلى حد كبير فيلزم العاملين على تنفيذ الفكرة ونشرها النظر إلى تحقيق أفكار أخرى متصلة بالجانب الثقافي والمعرفي قبل الخوض في تحقيق التكافل الرياضي بين أفراد المجتمع . وأضاف قاضي أن جنود الفكرة هم الرياضيين القدامى وهم متواجدون وبكثرة لكن يجب توظيفهم ضمن فرق خاصة وتأهيلهم من قبل الجهات التي سترعى الفكرة مثل الأندية الرياضية أو جمعيات مراكز الأحياء والتي يجب أن تقوم بهذا الدور انطلاقا من مهماتها الخاصة بتحقيق أوضاع معيشية أفضل للسكان داخل الأحياء . وأشار قاضي، إلى أن ارتفاع الإصابة بالأمراض المتصلة بالبدانة وانتشار التعصب الرياضي و انحصار الفكرة السائدة حول الرياضة على أنها تتمثل في كرة القدم هي أسباب مهمة للشروع في تنفيذ الفكرة والتي يجب أن يمهد لها بدروس نظرية يقدمها المختصون للشرائح المستهدفة والتي تضم غالبية سكان الأحياء في السعودية . وكانت المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي انطلقت بداية الشهر الماضي بدعم من شركة ديرتي الغالية و بهدف تعميق مبادئ التكافل داخل المجتمع من خلال تبنيها لعدة أفكار طموحة لتحقيق المفهوم عبر مجالات عدة تمثلت في المعرفة والثقافة والمهنة والطب وعبر موقعها الالكتروني www.tkafol-sa.com , وتسعى خلال الأيام المقبلة لنشر أفكار أخرى مماثلة داخل المجتمع عدا عن تلقيها الإجابات الخاصة باستبيانها العام والموزع على أكثر من 300 ألف مواطن ومقيم يمثلون كافة شرائح المجتمع المدني لقياس أرائهم حول مفهوم التكافل الاجتماعي