اعتبرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية أنّ تقاعس الغرب عن اتخاذ موقفٍ صارمٍ ضد نظام الرئيس بشار الأسد على غرار ما حدث في ليبيا، يرجع إلى فشل الحملة الدولية حتى الآن في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي. ونقلت الصحيفة عن الكاتب غايديون راتشمان قوله في مقال له بعنوان "لماذا ستنجو سوريا؟" تأكيده أن تحالف الدول الغربية الذي يشنّ عمليات عسكرية في ليبيا لن يقدم على عمل مماثل في سوريا لحماية المدنيين. ويقول راتشمان: إنه بينما كانت الدبابات السورية تستعد للتقدم نحو مدينة جسر الشغور أواخر الأسبوع الماضي، شنّ وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس هجومه الخاص، حيث وصف غالبية حلفائه الأوروبيين، في كلمة ألقاها في بروكسل، بأنهم "مجموعة لا جدوى منها من مبددي الوقت". وقال جيتس: "إنّ غالبية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعلى الرغم من تصويتها لصالح التدخل العسكري في ليبيا، إلا أن غالبيتها اختارت ألا تشارك في القتال الفعلي". ويُذكِّر راتشمان بتحذير جيتس من أنّه ما لم يصحّح وضع توزيع الإنفاق العسكري في الناتو، الذي تتحمل الولاياتالمتحدة القسم الأكبر منه، فإنّ الحلف سيواجه مستقبلاً "حزينًا". ويرى الكاتب أنّ تزامن تصريحات جيتس مع ما سماه الحرب الأهلية السورية "يُنْبِئ بأشياء كثيرة"، ويشرح فكرته قائلاً: إن "مناصري (التدخل الليبرالي) أشادوا بقرار قصف قوات القذافي بوصفه دليلاً على حقبة جديدة طال انتظارها، لا يستطيع الطغاة فيها الشعور بأنّهم أحرار في قتل مواطنيهم". ويتابع الكاتب: "لكن الفشل الغربي في التدخل بينما يقتل الجيش السوري مواطنيه، سيكون على الأرجح مرشدًا أكثر دقة على المستقبل من الحملة على ليبيا". ويرَى راتشمان أنّ "هناك صلة مباشرة بين التردُّد الغربي بشأن التدخل في سوريا وبين الطبيعة المحبطة وغير الحاسمة، حتى الآن، للتدخل في ليبيا".