قرّرت الحكومة الإسرائيلية إحداث تغييرٍ جذريٍّ في سياستها تجاه النظام السوري، وبدأت حملة دولية لنزع الشرعية عن النظام ومحاربته في الساحة، متهمة بشار الأسد بفتح جبهة الجولان أمام مسيرات لاجئين من سوريا في يومي النكبة والنكسة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وكانت إسرائيل قد امتنعت عن اتخاذ موقفٍ رسميٍّ من الأحداث في سوريا طيلة الشهور الماضية، باستثناء بعض التصريحات الساخرة من قمع المظاهرات. لكن منذ "يوم النكبة" في 15 من الشهر الماضي، بدأ يُسْمع في إسرائيل تصريحات معادية لسوريا، مثل: "فتحوا جبهة ضد إسرائيل لحرف الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها النظام في دمشق ضد الشعب"، كما راح بعض المسئولين يهددون سوريا بالحرب، إذا هي واصلت إشعال النار في هذه الجبهة. وبعد أحداث يوم النكسة الأحد الماضي، شدَّد الإسرائيليون من لهجتهم ضد سوريا بشكل حادّ، وبدأوا حملة دولية للتحريض على نظام الأسد. وقال وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك: إنّ النظام السوري "سوف يسقط في النهاية، فهو قد فقد الشرعية، وبات مصيره مماثلاً لمصير نظام صالح في اليمن والقذافي في ليبيا". وادَّعى باراك أنّ "الرئيس السوري قد أنهى مهام منصبه، وبالتالِي فهو لم يعد شريكًا للسلام مع إسرائيل ولم يعد ممكنًا احتسابه ذا صلة بالمفاوضات؛ لأنه لا يستطيع اتخاذ القرارات بعد أن فقد شرعيته بنظر شعبه". ومن جانبه قال نتنياهو، خلال حديثه أمام كتلة حزبه البرلمانية (الليكود): إنّ "الأسد فقد شرعيته كونه يرتكب مذابح ضد شعبه، وإنّ إسرائيل لن تسمح له بتصدير أزمته إلى حدودها". وتوجه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، إلى سفرائه في الخارج ومندوبيه في الأممالمتحدة، يطلب منهم وضع القضية السورية في رأس سلم الاهتمام "والتوضيح للعالم أنّ نظام الأسد يحاول إثارة القلاقل مع إسرائيل لكي يغطِّي على المذابح التي يرتكبها ضد شعبه، بما يخالف قوانين حقوق الإنسان". وكشف المحرر السياسي لصحيفة "معاريف"، عوفر شلح، أنّ هذه الحملة الإسرائيلية «لا تتم بدوافع الغضب والانتقام وحسب، بل إنَّها تنطلق من الشعور بأنّ الصدام مع الأسد سيرفع من أسهم إسرائيل" وذلك بعد وقوع قتلى وجرحى برصاص إسرائيلي خلال مسيرات اللاجئين وهو ما كان يمكن أن يضع إسرائيل في عزلة دولية شديدة ويخنقها بالاستنكار الدولي.