عكست عناوين الصحف العبرية اليوم ارتياحاً إسرائيلياً رسمياً وشعبياً ل"نجاح" الجيش الإسرائيلي في منع عبور لاجئين فلسطينيين من سورية إلى الجولان المحتل في ذكرى النكسة العربية أمس، من دون أن تبدي أي أسف على قتل أكثر من 20 من المتظاهرين. وتبنت وسائل الإعلام العبرية رواية الجيش الإسرائيلي بأن القناصة صوبوا رصاصهم الحي إلى أقدام المتظاهرين، من دون محاولة تفسير الأسباب لقتلهم. إلى ذلك، أعربت أوساط سياسية رفيعة المستوى عن قلقها من إمكان أن يتحول التدفق نحو الحدود في الجولان المحتل وتحديداً من مدينة القنيطرة السورية المهدمة موقع احتكاك دائم بين المتظاهرين وجيش الاحتلال على غرار ما يحصل أسبوعياً في قرية بلعين الفلسطينية احتجاجاً على إقامة الجدار العازل في الضفة الغربية. وتتوقع إسرائيل أن تتواصل التظاهرات في الجانب السوري من الحدودي في اليومين المقبلين أيضاً. من جهتها فسرت جهات عسكرية إسرائيل ما حصل أمس على الحدود في الجولان "إشارةً إلى انهيار تدريجي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتراجع سيطرته داخل دولته". إلى ذلك كررت اتهامها للنظام بإذكاء المشاعر وحض المتظاهرين على الوصول إلى الجولان "لصرف الأنظار عن المذابح التي يرتكبها ضد شعبه يومياً". على صلة، لفتت المصادر السياسية إلى "هدوء الجبهتين اللبنانية والفلسطينية" وقالت إن الحكومة اللبنانية استوعبت التهديد الإسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي سيرد بحزم على محاولة تكرار ما حصل في بلدة مارون الراس قبل ثلاثة أسابيع في ذكرى يوم النكبة، وأنها نجحت، "بتجاوب كامل من حزب الله" في منع وصول متظاهرين إلى الحدود مع الدولة العبرية. وعزت المصادر "التجاوب اللبناني" إلى أن رغبة الحكومة اللبنانية في نجاح الموسم السياحي. أمام عن التظاهرات القليلة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 فعزتها المصادر الإسرائيلية ذاتها إلى عدم رغبة السلطة الفلسطينية في التصعيد لتفادي تعرض جهودها لنيل اعتراف أممي بفلسطين دولة مستقلة، في أيلول (سبتمبر) المقبل، إلى انتكاسة.