رأى المشرف العام على مركز الدين والسياسة للدراسات الأستاذ خالد المشوح أن مقتل أسامة بن لادن الرجل الأول في تنظيم القاعدة والأب الروحي للتنظيمات الجهادية يشكل خسارة كبيرة وفادحة للتنظيم والتنظيمات المتفرعة منه والتي طالما اعتمدت على كاريزما الرجل الأول وتاريخه الطويل في القتال في أفغانستان في استقطاب أتباع جدد والترويج لأيدولوجيتها، منوها على أن هذا لا يعني انهيار التنظيم بقدر ما سيؤدي لانحسار الأضواء الإعلامية عنه وهو الأمر الذي قد يؤدي لخلق بيئة أفضل من العمل وتعزيز التواجد والنفوذ بعيدا عن الأضواء. ولفت المشوح إلى أن التنظيم يعمل الآن على محاولة تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة من خلال توظيف شخصية بن لادن التاريخية والرمزية في كسب تعاطف إيجابي، فمنذ اللحظات الأولى من إعلان الولاياتالمتحدة نجاح العملية التي استهدف المجمع السكني الذي كان يختبئ فيه بباكستان والتي أسفرت عن مقتله، رصد مركز الدين والسياسة للدراسات مناقشات ودعوات عديدة عبر المنتديات والمواقع الجهادية التابعة للتنظيم أو التي ينشط فيها أتباعه تدعو إلى تكثيف نشر المواد التي تتحدث عن سيرة بن لادن وتاريخه وكذلك التسجيلات الصوتية والمرأية والرسائل المكتوبة سيما التي تسلط الضوء على احتلال البلدان العربية والإسلامية والجرائم التي أرتكبها الغرب وأمريكا بحق المسلمين وتحث على قتال اليهود والصليبيين وتحرير البلدان العربية والإسلامية المحتلة. ويواصل الباحث والكاتب المتخصص في الحركات الإسلامية حديثه قائلا: وهذه الدعوات لاقت استجابة سريعة فلاحظنا مشاركة فاعلة في شبكات التواصل الاجتماعي كفيس بوك عن طريق إنشاء العشرات من الصفحات التي تحمل اسم بن لادن واجتذبت الآلاف من المتعاطفين الذين لا يحملون أية أفكار جهادية أو سبق لهم الانضمام أو المشاركة في مواقع أو تنظيمات من هذا النوع، واحتوت هذه الصفحات والمجموعات الإلكترونية على دعوات وتهديدات بالثأر لابن لادن في محاولة لاستغلال العواطف وتوجيهها سيما في ظل الانقسام الظاهر في الرأي العام في العالم العربي حول استشهاد بن لادن وما رأيناه من تباين في المشاعر والتصريحات بين الفرح والحزن لمقتله. ويعتقد المشوح أن هذه الحالة من الانقسام الجماهيري حول بن لادن انعكست على تصريحات بعض المشايخ والدعاة أصحاب الجماهيرية الكبيرة فآثر بعضهم الصمت وعدم التعليق فيما خرج آخرون بتصريحات محايدة لا تحمل رأيا صريحا يدين بن لادن وفي الوقت نفسه لا تظهر تأييدا له وهو ما يمكن عزوه إلى الخشية من جماهيرية بن لادن. وفيما يتعلق بعلاقة القاعدة بالثورات العربية وتأثير مقتله على أحداثها يقول المشوح: من المبكر جدا الحديث عن مثل هذا الأمر فكل الثورات العربية لم تتضح معالمها بشكل كبير وحتى التي حققت نجاحا ملحوظا لم تصل للحد الذي يمكن القول معه أنها حققت أهدافها وربما تكون حادثة مقتل بن لادن منعطفا جديدا يمكن استثماره للدخول على الخط سيما في بعض البلدان لاتي ما يزال الأمن فيها ضعيفا لتحقيق قدر من الاستفادة وإثبات أن مقتل بن لادن لن يزيدهم إلا إصرارا وقوة في تحقيق منهجه .