اتفق باحثان في شؤون القاعدة ومكافحة الإرهاب على أن ردة الفعل للتنظيم على مقتل زعيمهم أسامة بن لادن ستكون ضعيفة ولن يكون لها أثر، معللين ذلك بضعف التنظيم وعدم قدرته على القيام بعمليات جديدة، مشيرين إلى أن مقتل بن لادن سيساهم في مزيد من الانشقاق والانقسام داخل التنظيم. حيث قال الباحث في شؤون القاعدة عضو لجان المناصحة الدكتور ماجد المرسال «لا اتوقع ان يكون للقاعدة او التنظيمات المتطرفة أي ردود فعل قوية ولا توجد مؤشرات على ذلك نظرا لانحسار فكر التكفير والقتل مع ضعف التعاطف مع بن لادن». وأضاف المرسال «لقد تتالت الضربات على التنظيم مما جعله يهوي وفكره ينحسر بفضل هذه الضربات»، ولفت المرسال إلى تشكل مرحلة جديدة سينحسر فيها التطرف الديني المعتمد على المفاصلة مع الاخرين وتكفيرهم. وأرجع المرسال عدم توقعه ضربات انتقامية من التنظيم لقناعة كثير من الناس خصوصا المتعاطفين معه بفشل هذا الفكر وإيمانهم أن التغيير عن طريق القوة والسلاح غير مجد بعد نجاح الظواهر الجديدة التي تدعو للتغيير بالطرق السلمية. وهنا يؤكد مشرف حملة السكينة لمكافحة الفكر الضال والتطرف عبدالمنعم المشوح أن التنظيم أضعف وأوهن من أن يقوم بعمليات انتقامية على نطاق واسع، مضيفا «التنظيم يعاني الترهل والضعف منذ سنتين بعدما أصبحت فروع وأذرع التنظيم أقوى من إدارته بدليل تفوق قوة أذرع القاعدة في العراق والمغرب على قوة أسامة بن لادن في الفترة الماضية». ولاحظ المشوح أن أسامة بن لادن لا يعدو كونه سوى أب روحي للتنظيم أما القيادة العسكرية فقد فقدها بعدما انقسم التنظيم وتعددت خلاياه وأصبح لكل قسم وخلية إدارة مستقلة تعمل بافكار قد تخالف فكر إدارة التنظيم. واعتبر أن مقتل بن لادن بداية النهاية للتنظيم نظرا لان أسامة كان يجمعهم كأب روحي رغم وجود بعض الانقسامات إلا أن مقتله سيزيد الانقسام داخل التنظيم بل تتحول المسألة نزاعا على المناصب في التنظيم قد يقودهم لعلميات تصفية لبعضهم البعض داخل التنظيم. وأشار إلى عدم وجود تواصل بين اطراف التنظيم في الوقت الحالي إضافة لوجود خلافات شديدة بين اذرعة التنظيم خصوصا في السياسة الشرعية التي يتبعونها وهو ماوضح جليا في الانقسام الحاصل في الشيشان بعد مقتل قائدهم وكذلك في أفغانستان بعد مقتل أبوحفص الأردني. ولفت رئيس حملة السكينة إلى عدم وجود شخصية قوية مؤثرة بعد بن لادن ستجمع التنظيم خصوصا أن الظواهري لايحظى بالقبول مثلما كان يحظى به بن لادن. وبين المشوح أن التنظيم قد استخدم من استخبارات دولية والان انتهى دوره وبدأوا بتصفية قياداته، مشددا على أن انشقاقا كبيرا سيصيب التنظيم في الفترة المقبلة في ظل ضعف المتعاطفين مع التنظيم بعد إيمانهم ان التغيير لا يكون بالقوة والتكفير والقتل وسفك الدماء، ولاحظ المشوح من خلال عمله تغيرا في خطاب بعض الجهات المتعاطفة مع التنظيم من خلال طرح افكار مخالفة لنهج القاعدة مثل الدولة المدنية والثورة، كما أن البعض ركب موجة الثورات العربية الحاصلة للاستفادة منها، متوقعا أن يتراجع بعض المنتمين للتنظيم عن أفكارهم وستحدث هناك تصفيات داخل التنظيم في نزاع على السلطة بعد مقتل بن لادن، ورأى المشوح في ذلك فرصة مناسبة لتعرية فكرهم الضال وبيان الوسطية الحق الصحيحة. ودعا المشوح بعض طلبة العلم بعدم التركيز على الامور الجانبية مثل الحديث عن الحكم الشرعي للفرح بمقتل بن لادن، مشددا على ان ذلك يعتبر خطأ فهو قد أفضى روحه إلى بارئها وأمره إلى الله ولا يصح الحكم عليه، لافتا إلى أن الصحيح في الوقت الحالي تعرية هذا الفكر وبيان خطورته على الامة والمجتمع.