تعهّد الرئيس السنغالِي عبد الله واد بالتخلِّي عن السلطة إذا واجَهَته احتجاجات شعبية ضخمة، ولكنه أصرَّ على أنه ليس طاعنًا في السنّ بما يحول دون ترشُّحه لفترة ولاية ثالثة في الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل. ورفض جميع المقارنات بالقادة العرب الذين أجبرتهم احتجاجات شعبية على ترك السلطة، وقال لمجلة "لكسبانسيون" الفرنسية: "الفرق بيننا وبين تونس ومصر هو أنني أريد فعلاً أن يتظاهر الناس"، مضيفًا: "إذا خرج السنغاليون بأعداد كبيرة لمطالبتي بالرحيل فسأرحل. لن تكون هناك ثورة أو انقلاب". وأوْضَح أن المسيرة المناهضة للحكومة التي خرجت يوم 19 مارس في العاصمة دكار والتي ضمّت عدة آلاف من الأشخاص صغيرة الحجم مقارنة بموجات الاحتجاجات التي هزّت العالم العربي، وتشير تقديرات أخرى إلى أن الأعداد بلغت 20 ألفًا لكنها لا تزال بسيطة عند المقارنة. وتابع قال واد: "أنا الرئيس الوحيد في حالة ارتياح دائم. هذه ظاهرة خاصة مرتبطة بشخصيتي ربما لأنني رجل أفعال لا مجرد أقوال". وتتهم المعارضة واد البالغ من العمر 84 عامًا بأنه يتلاعب بتسجيل الناخبين الجدد والاستعدادات للانتخابات المقررة في فبراير لضمان فوز سهل لنفسه. وتواجه حكومة واد غضبًا متزايدًا إزاء سوء الظروف المعيشية ونقص مزمن في الكهرباء في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. ويفخر السنغاليون بسمعة بلادهم كدولة مستقرة ويعرفون في أنحاء إفريقيا ببطئهم في الخروج للاحتجاج. وبسؤال الرئيس السنغالي عما إذا كان ينبغي عليه- بالنظر إلى سِنّه- عدم السعي للفوز بفترة ولاية جديدة أجاب: "تقول وسائل إعلام غربية إنني طاعن في السنّ وهذا شيء يصدمنا في إفريقيا. الشيء الوحيد الذي يهمني هو خدمة بلادي." ويثور تكهّن مستمر في البلاد بأنّ واد في حالة فوزه في انتخابات 2012 سيسلم السلطة في منتصف فترته إلى ابنه كريم واد الذي يتولّى حاليًا وزارة ذات سلطات واسعة.