واجه الرئيس السنغالي عبد الله واد الذي ادت محاولته للفوز بفترة رئاسية ثالثة الى اندلاع احتجاجات عنيفة في السنغال تحديا صعبا من حليفه ورئيس الوزراء السابق ماكي سال في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أمس الاحد. ولم يتمكن واد من تحقيق اغلبية في الجولة الاولى التي جرت في 26 فبراير وحصل على 5ر34 في المئة من الاصوات . وجاء سال في المركز الثاني بحصوله على 6ر26 في المئة. ووحد المرشحون الذين خاضوا الجولة الاولى صفوفهم وراء سال/50 عاما/ بالاضافة الى جماعة ام-23 وهي احدى جماعات المجتمع المدني التي تدعو الى تنحي واد البالغ من العمر 85 عاما. ولم تشهد الحملات الدعائية للجولة الثانية حوادث بعد ان قتل ستة اشخاص على الاقل في احتجاجات قبل الجولة الاولى. ويأمل واد في تمديد حكمه المستمر منذ 12 عاما من خلال اجتذاب سنغاليين كثيرين لم يدلوا بأصواتهم في الجولة الاولى ومن خلال التودد للزعماء الدينيين الذين يحظون بتأثير قوي في ذلك البلد الذي تقطنه اغلبية مسلمة. ومازال الفقر والبطالة يمثلان الشكوى الرئيسية ضد واد الذي وصل الى السلطة عام 2000. ويجادل واد بانه فعل اكثر مما فعله منافسوه الاشتراكيون خلال الاربعين عاما التي حكموا فيها البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960. ويرى ناخبون كثيرون واد الان على انه مثال اخر لزعيم افريقي مكث طويلا في الحكم ويسعى للتشبث بالسلطة. ويشمل برنامج سال اصلاحا لقطاع الطاقة وتجديد الجهود الرامية الى انهاء تمرد في منطقة كازامانس بجنوب البلاد والتي كانت منطقة جذب سياحي في الماضي. ويأمل سال ايضا في اجتذاب الناخبين بوعد بخفض الضرائب على السلع الاساسية مثل الارز في بلد يعني فيه ارتفاع اسعار الغذاء انفاق بعض المنازل نصف دخلها لضمان وجبة يومية من الارز. ويشار الى السنغال عادة باعتبارها نموذجا نادرا للديمقراطية في افريقيا خصوصا في غرب القارة السوداء التي تشهد باستمرار اعمال عنف سياسية عسكرية كما يدل عليه الانقلاب العسكري الخميس الماضي في مالي المجاورة الذي اطاح بالرئيس امادو توماني توري. وقال ليونار ديوب (50 عاما) احد الناخبين في مدرسة حمادو مباكي التي تم تحويلها الى مركز للتصويت في وسط دكار ان «كل شىء منظم بشكل جيد ونحن مرتاحون لاننا نستطيع ممارسة حقنا كمواطنين». وكان حوالى مئة شخص ينتظرون بفارغ الصبر دورهم للتصويت في باحة هذه المدرسة الصغيرة التي عرض بوبكر ديالو رئيس احد ثلاثة مراكز اقيمت فيها امام الناخبين الصناديق قائلا «انظروا انها فارغة». وفي حي ديركلي الشعبي اصطف عدد كبير من الناخبين بانتظار التصويت في احد مراكز مجموعة مدارس. وقالت المدرسة نديي فال «اقف امام المركز منذ الساعة 6,23». واضافت «اتمنى ان نصوت بهدوء وان يفوز ماكي سال في الانتخابات لان الوقت صعب في السنغال». من جهته، عبر مودو سيسي النجار الشاب عن امله في ان «يهبنا الله السلام والهدوء»، لكنه رفض ان يكشف لمن صوت. كما نال سال دعم العديد من منظمات المجتمع المدني والحركات الشبابية مثل «لم نعد نحتمل» وشخصيات مثل المغني الشعبي الشهير يوسو ندور الذي كان المجلس الدستوري رفض قبول ترشحه. ونظريا اذا ما تمت الاستجابة لهذه الدعوات فان سال يمكن ان يفوز بنسبة 60 بالمئة من الاصوات، بينما يعول واد على نسبة الممتنعين عن التصويت (48,42 بالمئة). وسينشر 18 الف عنصر تابعين للجنة الانتخابية الوطنية المستقلة للصحافيين في كافة انحاء البلاد للسهر على ان يجري الاقتراع في ظروف آمنة وشفافة، كما حصل في الدورة الاولى. ودعت اللجنة الانتخابية «الفريقين المتنافسين الى الامتناع عن الادلاء باي تصريح سابق لاوانه بشأن النتائج». وفي المجموع، سيعمل على مراقبة الاقتراع نحو 300 مراقب اجنبي وافريقي واوروبي غير ان ذلك لم يمنع ماكي سال من الدعوة الى «اليقظة».