حذر الشيخ سليمان الخراشي فضيلة الدكتور سلمان العودة من الإغترار بماحققه من جماهيرية كبيرة وكاسحة على خلفية التقرير المعلن عنه عن حصول برنامج ( الحياة كلمة ) على أشهر وأقوى عشرة برامج عربية وقال في مقال له نشره على الشبكة العنكبوتية ( لا أريد أن أُفسد لذة الفرح بحصول برنامج الشيخ سلمان العودة – وفقه الله – ( الحياة كلمة ) على نسبة عالية من المشاهدة في العالم العربي ، ضمن أفضل البرامج الدينية .. فالمسلم يسعد ويفرح بكل خير ينتشر ، وكل حق يُبلَّغ ، وكل قَبول يوضع لعالم أو داعية أو طالب علم ، لكني أُنبه هنا - في كلمة حان وقتها ؛ تُساهم ولو قليلاً في تصحيح المسيرة - إلى: أن لاتُنسينا – الشيخ أو أحبابه – هذه النشوة وهذا الفرح التفريق بين قَبولين إذا ماخلط البعض بينهما ، حصل اللبس ، وكثر الاختلاف ، وإذا ماتُنبه للفرق بينهما ؛ أعطى ذلك الداعية والعالم قوة ، واستعصاء على الباطل ، بحول الله . أعني بهما : قبول رباني ، ورد مدحه في قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري : " إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القَبول في الأرض " ، وهذا القَبول مما يتنافس فيه المتنافسون. وقبول آخر مزيَّف ، قد لا يُتنبه له كثيرًا ، يُذكرنا بالفجر الكاذب الذي يغر المسلم بوميضه السريع عن الفجر الحقيقي الصادق ، أو هو كما قال تعالى : ( كسراب بقيعة ..حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا ) ، أو كما تقول العرب : " برقٌ خُلّب " ، لاغيث فيه ) وأضاف الخراشي : والقَبول المزيَّف ، هو القَبول من أهل الباطل المتنوعين ، ومداره على التخفف من أمور " الحق " تدريجيًا ؛ إما بكتمان أو لبس بغيرها ؛ أو استعمال لغة " ضبابية " تقبل التفسيرات المتنوعة ، أو " تحييد للنفس " في مواقف لاتحتمل " الحياد " ، وكل هذا في محاولة " فاشلة " لإرضاء جميع الأطراف ؛ لهدف أو أجندة يُسعى لها ، إلى أن يُصبح الساعي لهذا القَبول كما قال تعالى: ( وإذًا لاتخذوك ) - أي أهل الباطل - (خليلا ) .