كيف نكسب الأصدقاء؟! هذا هو السؤال القديم الذي ظل مطروحاً في كل الأذهان مسكوباً داخل كل الاهتمامات فلا أحد يقدر على تجاوز الرغبة في أن يكون هناك صديق.. يشاركنا الافراح.. والاتراح. ويعيش معنا الحلوة .. والمرة.. ويقدم النصح.. ويشد من الأزر يستمع الى الهموم ويقدم الالتفاف ثمناً للمحبة. إن الحديث عن هذا الموضوع، هو حديث عن مشكلة أرقت الكثير من الناس كباراً وصغاراً ذكوراً واناثاً، حتى اصبحوا في حرج اجتماعي، ومنهم من أصبح في عزلة نفسية وحرب طاحنة مع نفسه، وأصبحت فرصة سانحة للشيطان ليلبس على هذا الانسان الضعيف فمنهم من هجر أهله وأقاربه ومنهم من قاطع المساجد لعدم محبته لبعض المصلين أو عدم محبتهم له، وقبل أن أذكر بعض الخطوات لأسلوب التعامل مع الناس ينبغي لنا ان نعرف العلاقات التي سنتعامل بها في حياتنا، وهي: علاقتنا بالله عز وجل وهي الفلاح في الدنيا والآخرة. كما أن علاقتك بالوالدين ليست كعلاقتك بباقي الناس حتى الزوجة والأولاد، وهي دعوة ربانية ونبوية، كذلك حسن علاقتنا بالأقارب وتشمل الأسرة الصغيرة والكبيرة والأقارب وإن بعدوا. وكذلك الاصدقاء، وهم كل من لك بهم صلة ود في هذه الحياة. ويأتي بعد ذلك باقي الناس، وهم من عرفت ومن لم تعرف. ولكي نكسب ود الآخرين: يجب اخلاص العمل لله سبحانه وتعالى فإذا أحبك الله أحبك أهل السماء، وإذا أحبك أهل السماء أحبك أهل الأرض، والله هو الذي يضع القبول في قلوب الناس، وهو الذي يرفع المحبة من قلوبهم يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: (ما يزال عبدي يتقرب اليَّ بالنوافل حتى أحبه، فأكون سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، وعقله الذي يعقل به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإن استنصرني نصرته، وأحب ما تعبدني به النصح لي). وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : (إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال : إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول : إني أبغض فلاناً فأبغضه قال : فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال : فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض). وجاء في صحيح مسلم أن سهيل بن ابي صالح قال : كنا بعرفة فمر عمر بن عبدالعزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون اليه فقلت لأبي : يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبدالعزيز قال: وما ذاك؟ قلت : لما له من الحب في قلوب الناس، فقال : بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا... ثم ذكر الحديث السابق.