لئن غيب الموت الذي لا يمكن أن يفر منه أحد صديق العمر ورفيق الدرب أخي الأستاذ عبد الله عبد الرحمن الجفري عليه رحمة الله، فإنه سيظل ملء القلب في نفوس محبيه الذين عركتهم الحياة معا، أو الذين عشقوا حرفه الذي أشرقت به صفحات الكتب التي أصدرها، واستنارت به نفوس من قرأه بالصحف والمجلات بما قدمه على صفحاتها من روائع الكلم على امتداد نصف قرن أو يزيد. وفي كتاب أنيق بلغت صفحاته 735 صفحة سعدت بتلقيه من نجله الأكبر الأستاذ وجدي عبد الله جفري، ضم جميع ما كتبه المحبون من مقالات وقصائد ومرويات إثر انتقال الحبيب الأستاذ عبد الله عبد الرحمن الجفري إلى دار الخلود. وقد اشتمل الكتاب على سيرته وما صدر له من مؤلفات وما هو لم يزل غير مطبوع مع مجموعة صور التقطت له في مناسبات مختلفة عليه رحمة الله. كتب المقدمة معالي الدكتور محمد عبده يماني وكان مما قال: «كان الأستاذ حبيبا للنفس حبيبا إلى القلب، كل ما فيه حبيب وكل ما فيه أديب ولكنه صاحب قلم صلب لم ينكسر ولم يحن رأسه أبدا حتى عندما عدت عليه عاديات الزمان ظل شامخا كما قال صديق العمر الأستاذ محمد باخطمة (رجل لا يقبل أنصاف الحلول) فقد كان ممن يعتزون بآرائهم ويفتخرون بنسبهم ويدافعون عن كرامتهم فظل شريفا أبيا. فقد بدأ بنفسه فأدبها، ثم بأسرته فعلمها وحن عليهم جميعا وأدبهم بنين وبنات وكانت لهم صولات حب في نفسه وإن تربعت زين في بعض الأحيان أو برز وجدي في أحيان أخرى ولكن الجميع ذاقوا حلاوة حب الأبوة فأدبهم وأحسن تأديبهم». وفي كلمة بعنوان «إلى من أحبه جبريل إن شاء الله» كتب الأستاذ وجدي عبد الله جفري كلمة ضافية وكان مما قال فيها : إلى حبيب سيدنا «جبريل» الذي روى مسلم أنه بلغ سيدنا ورسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي «إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل: إني أحب فلانا فأحبوه فيحبه جبريل وأهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبدا دعا جبريل: إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض». أراد منا أن نظل نذكره حتى في موته، فقد مات في أيام لن تنسى، وربما علم بذلك فظل يكرر: «العيد موعدنا»، مات ناشر الحب والفرح في موسم الفرح، مات في أيام تلقي الجوائز، ربما أراد أن يحتفل بفرحه الذي ظل يزرعه بين الناس مع خالقه، وخالق كل الناس . ثم يقول عن الكتاب: هذا الكتاب يضم بعض ما كتب عنه بعد وفاته، كتب عنه من كتب حبا فيه، وهناك من كتب أداء لواجب أو ابتعادا عن لوم ، وآخرون كتبوا بعد فوات الأوان، فمنهم من أتعبه في تعامله معه في حياته، وهو الآن يمدحه، فليتهم وفروا عليه التعب في دنياه، وبادلوه وأظهروا له كل هذا الحب والمودة، فهم يعلمون أنه كان كبيرا ولا يقابل التسفيه والانتقاد إلا بالصبر والابتسامة والرضا، حتى عندما يغضب، كان يعود لطيبته وتسامحه، فهو طبع لا يستطيع أن يتخلص منه. وكثير أيضا لم نستطع الوصول إليهم لنضم ما كتبوه في هذا الكتاب، وهناك الكثير ممن لم يكتب، لأنهم لا يتقنون حرفة الكتابة، ولا يتقنون التعبير عن مشاعرهم ( وأنا أولهم) وإن كان منهم من عبر عن مشاعره شخصيا. رحم الله الصديق الحبيب الأستاذ عبد الله عبد الرحمن الجفري وأمد أبناءه الكرام بالتوفيق لإصدار ما خلف من مؤلفات لا تزال بانتظار طبعها. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى فيسورة الكهف: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا» . وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا». شعر نابض: من شعر المتنبي: وقد فارق الناس الأحبة قبلنا وأعيى دواء الموت كل طبيب فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة