شهد ميدان "التحرير" بوسط العاصمة المصرية القاهرة، مظاهرة جديدة الجمعة، شارك فيها المئات من شباب "ثورة 25 يناير"، للمطالبة بسرعة تقديم الرئيس السابق، حسني مبارك، الذي أُجبر على التخلي عن السلطة في 11 فبراير/ شباط الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، لمحاكمة عاجلة. كما طالب المتظاهرون، الذين قدرت وسائل الإعلام الرسمية عددهم بما يقرب من ألف شاب، حكومة "تسيير الأعمال"، برئاسة عصام شرف، بتقديم "بقية رموز الفساد في النظام السابق" للمحاكمة، إضافة إلى الإفراج عن بقية المعتقلين السياسيين في السجون المصرية، وعدم تطبيق الأحكام العسكرية على المدنيين بحسب ما أوردته شبكة سي إن إن الأمريكية . يُذكر أن السلطات السعودية نفت رسمياً الخميس، أن تكون قد قامت بممارسة أية ضغوط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى السلطة في مصر، لمنع محاكمة الرئيس السابق، حسني مبارك، فيما تواصل لجنة قضائية بالقاهرة، بحث الإجراءات المحتملة التي ستُتخذ بحق الرئيس السابق وأفراد أسرته. إلى ذلك، تجددت أيضاً الجمعة، المظاهرات أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في منطقة "ماسبيرو" على كورنيش النيل، حيث تجمع نحو 500 شخص من العاملين بالتلفزيون المصري، للمطالبة ب"تطهير" المبنى، و"رحيل كافة أذرع النظام السابق"، والذين اتهموهم بأنهم "أفسدوا الإعلام خلال فترة الثورة، ببث بيانات خاطئة ومضللة." ونقل موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي أن المتظاهرين أكدوا أن "الإعلام المصري لابد وأن يكون ملكاً للشعب المصري، لأنه يسهم بشكل كبير في تشكيل عقول المواطنين من أبناء الشعب المصري، ومن الضروري أن تصل إليهم رسالة إعلامية نزيهة، تواكب روح الثورة، ومصر ما بعد الثورة." كما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط، بحسب الموقع نفسه، بأن ممثلين من "ائتلاف شباب ثورة 25 يناير"، لم يتعدى عددهم 100 شخص، شاركوا في الوقفات الاحتجاجية أمام مبنى ماسبيرو الجمعة، وذلك تضامناً من "الائتلاف" مع مطالب العاملين بمبنى الإذاعة والتليفزيون، ومطالب المعتصمين الأقباط. وعلى الجانب الأخر أمام كورنيش النيل، تظاهر نحو 1000 قبطي، حيث طالبوا بضرورة الإفراج عن المعتقلين في "اعتصامات ماسبيرو" الماضية، وعددهم 11 معتقلاً، وكذلك تعقب الجناة في أحداث "صول"، و"المقطم"، و"منشية ناصر"، والتي راح ضحيتها نحو عشرة قتلى وأكثر من 140 جريحاً، بحسب الوكالة الرسمية. وكان آلاف الأقباط قد قرروا تعليق اعتصامهم، الذي استمر لمدة تسعة أيام، على خلفية الأحداث التي شهدتها قرية "صول" بمركز "أطفيح" في محافظة حلوان، على أن يعودوا للاحتجاج يوم 25 مارس/ آذار الجاري، في حالة عدم تحقيق باقي مطالبهم، وذلك بعد شروع القوات المسلحة في إعادة بناء الكنيسة محل الخلاف. وشهد مركز "أطفيح" توترات طائفية خلال الأسبوع من مارس/ آذار الجاري، أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، وإشعال النار في كنيسة "الشهيدين"، على خلفية نزاع عائلي بين أقباط ومسلمين، بسبب تقارير تحدثت عن وجود علاقة بين شاب من إحدى الديانتين وفتاة من الديانة الأخرى. وامتدت التوترات الطائفية إلى عدة أنحاء بالعاصمة المصرية القاهرة، مما أسفر عن سقوط 13 قتيلاً على الأقل، وجرح عشرات آخرين، بحسب تقديرات رسمية.