أثارت صحيفة "الدار" الكويتية المملوكة لرجل الأعمال الشيعي محمود حيدر حالة واسعة من الاستياء في الأوساط الشعبية والبرلمانية الكويتية وذلك بعد وصفها دخول قوات سعودية للبحرين، في إطار مهمة لقوات درع الجزيرة، ب"الاجتياح السعودي". وجاء موقف الصحيفة مغايراً لموقف الصحف ووسائل الإعلام الكويتية التي رحّبت بالخطوة التي اتخذتها السعودية في إطار التحرك الخليجي للحفاظ على الأمن والاستقرار في مملكة البحرين. واعتبر نواب وسياسيون كويتيون أن موقف صحيفة "الدار" كمن يغرّد خارج السرب، ومحاولة لتخريب العلاقات الكويتية السعودية والعلاقات الكويتية الخليجية. وتعتبر الصحيفة واحدة من أذرع إمبراطورية إعلامية يملكها حيدر، تضم قنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية مثيرة للجدل. ولم يعرف عن حيدر سابقاً الاهتمام بالإعلام والسياسة إلا خلال السنوات الخمس الماضية، وهو مُقلّ في الظهور الإعلامي لدرجة أن ظهوره الأول فاجأ الكثيرين لنطقه اللهجة الكويتية بلكنة إيرانية. وأشارت تقارير صحافية كويتية في السابق إلى دعم حيدر لبعض النواب على أساس طائفي، كما أشارت تلك التقارير إلى تذمر دول خليجية من توجهات وسائل الإعلام التي يملكها حيدر، حيث دأبت على شن حملات عليها من فترة لأخرى. وفي مداخلة مع "العربية"، قال وليد الطبطبائي، عضو مجلس الأمة، إن الصحيفة تثير الطائفية والفئوية, وإن مجلس الأمة بصدد التوجه لاستجواب للحكومة، موضحاً أن المجلس يرفض الإساءة للسعودية بأي صورة من الصور ويعتبرها إساءة للكويت. وشدد الطبطبائي على أنه لا يمكن التساهل في ما يخص علاقة الكويت مع الخليج. وأكد النائب أن الصحيفة لا تمثل شيعة الكويت، وأن حيدر الذي حصل على الجنسية الكويتية في أواخر الستينات وظهر كواحد من كبار رجال الأعمال يحاول اختطاف القرار الشيعي في الكويت.