تشهد الساحة السياسية والشعبية فى الكويت عاصفة من الاستياء على خلفية نشر صحيفة (الدار) المملوكة لرجل الأعمال الشيعي محمود حيدر، موضوعا حول دخول قوات سعودية إلى البحرين، في إطار مهمة لقوات (درع الجزيرة)، وصفت فيه هذا التدخل المشروع ب (الاجتياح السعودي). وشن نواب وسياسيون كويتيون حملة انتقادات واسعة ضد الصحيفة, واصفين تعاطيها مع التدخل السعودى الخليجي فى البحرين بأنه (كمن يغرّد خارج السرب، ومحاولة لتخريب العلاقات الكويتية - السعودية والعلاقات الكويتية – الخليجية). واتهم وليد الطبطبائي، عضو مجلس الأمة، صحيفة (الدار) بإثارة الطائفية والفئوية, موضحا أن مجلس الأمة بصدد توجيه استجواب للحكومة. وقال: المجلس يرفض الإساءة للسعودية بأي صورة من الصور ويعتبرها إساءة للكويت.. لا يمكن التساهل فيما يخص علاقة الكويت مع الخليج. وأكد الطبطبائي أن الصحيفة لا تمثل شيعة الكويت، متهما حيدر الذي حصل على الجنسية الكويتية في أواخر الستينيات من القرن الماضي وظهر كواحد من كبار رجال الأعمال، بأنه "يحاول اختطاف القرار الشيعي في الكويت". وإزاء الغضب العارم الذى قُوبل به موقف (الدار) وصاحبها (حيدر), أعلنت وزارة الاعلام ليل الإثنين 21 مارس / آذار 2011 أنها ستتخذ "الإجراءات القانونية" ضد صحيفة محلية وقناة فضائية كويتية لتناولهما "موضوعات من شأنها إحداث أضرار في العلاقات بين دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي". وذكرت الوزارة في بيان "أن وزير الإعلام بالأنابة روضان عبد العزيز الروضان طلب من الوزارة اتخاذ الإجراءات القانونية بصفة الاستعجال وإحالة الموضوع إلى النيابة بشأن ما نُشر في صحيفة (الدار) وما بث على قناة (العدالة)". وأضاف البيان أن الوزير الروضان عقد لقاء مع رئيس تحرير الصحيفة الذي أبدى التزامه التام بالتقيد بتعليمات الوزارة عن قناعة تامة, مؤكدا أن مثل هذا الأمر لن يتكرر مستقبلا. يُذكر أن (الدار) تعد واحدة من أذرع إمبراطورية إعلامية يملكها حيدر، تضم قنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية مثيرة للجدل. ولم يعرف عن حيدر سابقاً الاهتمام بالإعلام والسياسة إلا خلال السنوات الخمس الماضية، وهو مُقلّ في الظهور الإعلامي لدرجة أن ظهوره الأول فاجأ الكثيرين لنطقه اللهجة الكويتية بلكنة إيرانية (http://www.youtube.com/watch?v=dRl5nlAyJXg) وكانت تقارير صحفية كويتية قد أشارت في السابق إلى دعم حيدر لعدد من النواب على أساس طائفي، وتذمر دول خليجية من توجهات وسائل الإعلام التي يملكها، حيث دأبت على شن حملات عليها من فترة لأخرى.