خرجت دراسة حول أداء الإسلاميين في القنوات الفضائية بعدة نتائج جريئة في نقد أداء الإسلاميين في القنوات الفضائية , حيث أشارت إلى ان الاسلاميين لايراعون الضوابط الشرعية في مجادلة المخالفين . وتذكر الدراسة التي اجراها مركز أبواب للإعلام بإشراف الدكتور مالك بن إبراهيم الأحمد في أول نتائجها أن الخروج على القنوات الإخبارية يختلف اختلافاً تاماً عن الخروج في القنوات الرسمية , حيث إن القنوات الفضائية تعتمد على البث المباشر ، وأنها لا تضع حداً لجرأة الأسئلة ، وأنها تجمع الأطراف المتضادة في حلقات واحدة للجدال العلني. ودعت الدراسة الإسلاميين في القنوات إلى أن يضعوا لأنفسهم التقدير المناسب لهذا المجال. واقتصرت الدراسة في رصدها على قناتي ( الجزيرة ) و( العربية ) لأنهما من أشهر القنوات التي تستضيف الإسلاميين من شتى الاتجاهات والتيارات ، وخرجت بأن نوع القناة لا يؤثر على الضيف ولا يؤثر على أدائه. وقسم الباحث محمد كريم البرامج في الدراسة إلى قسمين : قسم برنامج الضيف الواحد وقسم برنامج الضيوف المتعددين ، واختار من قناة الجزيرة برنامج ( لقاء اليوم ) للضيف الواحد و ( ماوراء الخبر ) و ( الاتجاه المعاكس ) للضيوف المتعددين ، ومن قناة العربية ( نقطة نظام ) و ( بالعربي ) و ( إضاءات ) للضيف الواحد و ( بانورما ) و ( مشاهد وآراء ) للضيوف المتعددين ، وخرج الباحث إلى اختلاف أداء الضيف في برامج الضيف الواحد عن برامج الضيوف المتعددين من حيث مستوى المضمون ومستوى العرض والسيطرة على توجيه الحوار . وركز الباحث في نتائجه على السيطرة على الحوار, حيث انتقد بعض الإسلاميين في القنوات لعدم مراعاتهم الضوابط الشرعية في مجادلة المخالفين والجرأة على رمي الآخر بالتكفير والإلحاد مع الجرأة في أحيان أخرى بالسب والشتم. وانتقدت الدراسة اشتراك بعض الإسلاميين في برامج الضيوف المتعددين يكون فيها الضيف الآخر ممن عرف عنه الاستهزاء بالمقدسات الإسلامية ,حيث يقول الباحث محمد كريم : "وهذا ملاحظ في بعض الضيوف ، تجده يشترك في برامج يكون فيها أطراف أو طرف آخر مشهور بعدائه للتيار الإسلامي ، ومشهور بتدنيه في أسلوب الحوار ، ففي بعض النماذج ذكر الضيف الإسلامي أنه يعرف الطرف الآخر ويشاهده في البرامج ، إذاً لماذا يشاركه في برنامج ثم يضطر في هذا البرنامج أن يرد على استهزاءاته برميه بالكفر والردة علناً". وخرج الباحث إلى أن الفضائيات أعطت مجالاً للإسلاميين لكي يقولوا كلمتهم ، ويعرضوا آراءهم للمشاهدين ، وهذه ميزة ينبغي ألا تفوت ، خصوصاً مع وجود أصوات قوية للتيارات غير الإسلامية ، مع تفاوت الإسلاميين في الأداء قوة وضعفاً , حيث يبرر الباحث ذلك بقوله :"هذا التفاوت له أسباب عديدة ، فمنها ما هو شخصي ، ومنها ما هو راجع لظروف خاصة كعدم وجود متحدث عن التيار إلا بعض القيادات الضعيفة إعلامياً ، أو علمياً... إلخ. ومن ثم فإن ضعف الضيف الإسلامي أو قوته، ينبغي أن يؤخذ فيه في الحسبان تلك الأسباب، لكي لا يكون ضعفه أو قوته محسوباً بشكل مطلق على التيار الذي ينتمي إليه". ومن أبرز الانتقادات التي تضمنتها الدراسة هو ضعف التأصيل في الجانب الشرعي حيث إن أغلب التيارات السياسية الإسلامية يضعف فيها التأصيل الشرعي ويغلب الطابع السياسي على الطابع الشرعي ، أما التيارات الإسلامية العلمية فإنه مقابل قوة الجانب الشرعي فإنه يضعف الجانب العسكري والاقتصادي ، كما أن غلبة التعصب الحزبي تظهر في ظهور الإسلاميين في الفضائيات إذ أن الضيف يظهر كواجهة لحزبه غالباً محاولاً ترويج رسالته الحزبية على حساب التيارات الإسلامية الأخرى. ويحسب للفضائيين الإسلاميين حسب الدراسة ربط القضايا بالتأصيل الشرعي والمعلومات الدقيقة ومعرفة الخصم بشكل عام ، والعرض القوي مع الخطاب المناسب.