أصدر الشيخ عبد العزيز الطريفي كتابه السادس عشر، تحت عنوان "العقلية الليبرالية .. في رصف العقل ووصف النقل". والكتاب المكون من 250 صفحة تضمن العديد من الفصول والعناوين الجانبية،حيث يناقش قضايا متنوعة ومختلفة بأسلوب فكري يبتعد عن النمطية، ابتداء بنَوَاة الليبرالية ومرورا بفلسفتها، وانتهاء بتحليلها كفكرة وظاهرة. وفي تقرير اعده الزميل " لطفي عبداللطيف " ونشره موقع المسلم فإن الكتاب يعتبر من المحاولات النادرة للاقتراب من "العقلية الليبرالية" وعرضها بشكل فلسفي عميق طرحا وتحليلا عبر الربط بينها وبين علاقاتها بالحياة الدينية والاجتماعية، حيث يكشف الكتاب عن وجود تصورات وفلسفات مسبقة تحتاج لإعادة نظر وتقييم، مؤكداً أن الليبرالية فكرة نشأت دون انضباط ويُحاول منظروها ضبطها دون جدوى، فهي تسير ولا تقف عند حد من اتباع الغريزة والانقياد لوسواس النفس، ولذا أحكم الخالق ضبطها ففرض ما يصلحها في الدين والدنيا . كما يبرز الكتاب بشكل قوي النقد الشرعي للفكر الليبرالي جنبا إلى جنب مع الأدلة العقلية الفلسفية والتي تقاطعت على أن كل نفس ترغب في تحقيق نزواتها وغرائزها وحاجاتها، ولكن تمنعها مؤثرات عقلية وفطرية ودينية واجتماعية، والليبرالية هي إزالة هذه المؤثرات، كما أوضح الطريفي في كتابه أن الفكر الليبرالي فكر غير جديد بل إن جذوره سحيقة، ولكنه نما وتمازجت أجزاؤه المتفرقة وتَكَوّن بصورة جديدة وذلك عبر تعرضه لليبرالية بأنواعها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مع ربطها بوقائع تاريخية أثبتها القرآن الكريم. ومن القضايا التي تناولها الشيخ عبد العزيز الطريفي في الكتاب ما أسماه ب "ليبرالية خديجة" والتي راجت في العالم العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن الدعوات التي أصّلَتْ لها في حياة الناس ظهرت عبر المدارس الفكرية التي دعت إلى العصرنة الاجتماعية باسم تجديد الدين وتطويره، واعتبر الطريفي أن كثيراً ممن تدثروا بالليبرالية من الشرقيين دخلوا في صراع مع الأفكار التي لم يتمكنوا من إنزالها على الواقع، يشدهم الدين تارة والقبيلة تارة والأنظمة تارة والعُرف تارة، ويستقر في أذهانهم ما رغبه الهوى وأذن به السلطان واستطاع تسوُّره من العُرف والعادة والدين، وما عدا ذلك فيمسك عنه متى علم أنه سيُخفق ولن ينال مراده. كما استطاع الطريفي في كتابه استخدام لغة "العقل والنقل" في تفكيك نظرة التكامل والواقعية للفكر الليبرالي، وهي نفس اللغة التي يتشدق بها دعاة التيار الليبرالي في العالم العربي والإسلامي، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب الذي توجه لليبراليين باللغة التي يفهمونها بغرض رسم صورة (رصف ووصف) عن العقلية الليبرالية، ففي الكتاب كل شيء مترابط وكل الفصول تؤثر على الكل، وستجد أن مفردات كالعلمانية والكهنوت والصراع المادي والوازع الطبعي، والغلو في الحرية، وغيرها، يتم عرضها بشكل علمي وعقلي بعيداً عن السطحية، فالكتاب يبدو كأنه يحلل بمكبر وهو خليط فلسفي متجانس ذكي استطاع مؤلفه أن يقول الكثير مما سيثير الجدل والانتباه. تجدر الإشارة إلى أن مؤلف الكتاب الشيخ عبد العزيز الطريفي (36 عاما) خريج كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمدينة الرياض، وقد عُرِف بعنايته الفائقة بكتب السنة النبوية حفظاً ودراية، حتى أُطلق عليه لقب "المحدث الشاب" وله العديد من المؤلفات والكتب المطبوعة وغير المطبوعة بلغت 16 كتابا، ويعمل الطريفي حالياً باحثاً علمياً بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.