يقدم الشيخ عبدالعزيز الطريفي في كتابه الذي صدر حديثاً بعنوان "العقلية الليبرالية.. في رصف العقل ووصف النقل", والذي يقع في 250 صفحة تقريباً، قراءة ل"الليبرالية" بطريقة أكثر جدية، ويربط بينها وبين علاقاتها بالحياة الدينية والاجتماعية الغربية، وتسلسل في تحليل الفكر. والكتاب تعرض لليبرالية بأنواعها: اجتماعية وسياسية واقتصادية، مع ربطها بوقائع تاريخية أثبتها القرآن. يميل الطريفي في كتابه إلى أن الفكر الليبرالي فكرٌ غير جديد، بل جذوره سحيقة، ولكنه نمى وتمازجت أجزاؤه المتفرقة وتكوَّن بصورة جديدة. تحدث الكتاب عن الليبرالية كفكر وعن الليبرالية كممارسات، وتحدث عن الليبرالية الشرقيةوالغربية، وعما أسماها (الليبرالية الخدِّيجة) وسبب عدم نضج الليبرالية في بعض البلدان ولدى بعض الأشخاص، كما تناول (الليبرالية والماديات) وعلاقة الدين بالليبرالية وأسباب الخطأ في تحليلات العقول للوقائع والحوادث. وذكر "الطريفي" أن كثيراً ما يكون الكلام في جزئيات بعيدة عن محك الأفكار، فيكون التطاحن الفكري حولها غير مجدٍ وضعيف، وقال: (وكثيراً ما ينغمس العقل في فلسفات فيوغل في زوايا حقها التبسط، فيجد لديه من المدارك وحسن الحجج، والبداهة في استحضار البينة والاسترسال فيها ما لا يجده عند غيره، فيحجبه ذلك الخلط العقلي عن النتائج، ونسي أن الذي يعيش في الظلام يرى ما لا يراه الداخل من النور إلى الظلمة، والحق أن تبصر طريقك إلى النور لا أن تحجبك رؤيتك في الظلام عن كونك في ظلام، وإن كنت ترى ما لا يراه غيرك فهذا حق قادك إلى باطل). وأضاف أن الأفكار لا تصحح إلا بالنقد، ودعا إلى نقد الليبرالية وغيرها، مؤكداً أن (الأفكار لا يتضح صحيحها من فاسدها وقويها من ضعيفها إلا بضربها ببعضها، فبالاقتران تتمايز المعاني والأجسام، ومن عجيب السنن الكونية أن الشيء إذا ضرب بشيء مماثل له على السواء انكسر الاثنان كالزجاجتين أو الصخرتين، وإن اختلفتا قوة أو هيئة انكسر الأضعف، وظهر الأقوى، وهكذا العقائد والأفكار). الكتاب تقوم بنشره دار المنهاج السعودية.