أصر قادة الغرب مجددا على ضرورة انتقال السلطة في مصر وذلك بعد خطاب الرئيس حسني مبارك الذي تمسك فيه بالسلطة خلافا لرغبة المتظاهرين المطالبين بتنحيه. فقد دعا الرئيس الأمريكي باراك القاهرة إلى رسم طريق واضح "بدون أي التباس" نحو الديموقراطية، مؤكدا أن الإصلاحات التي أعلنها مبارك "غير كافية". وقال أوباما في بيان صدر بعد ساعات من خطاب مبارك واتسم بلهجة حازمة إن "المصريين تلقوا تأكيدا بأنه سيكون هناك انتقال للسلطة ولكن من غير الواضح حتى الآن أن هذا الانتقال سيكون فوريا وواضحا وكافيا". ومن جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون "الآن هو وقت التغيير في مصر"، معتبرة أن "الرئيس مبارك لم يفتح الطريق بعد أمام إصلاحات سريعة وعميقة". وأكدت اشتون "سأبقى على اتصال مع السلطات المصرية للتشديد على ضرورة حصول مرحلة انتقالية ديموقراطية منظمة هادفة ودائمة". كما أكد رئيس البرلمان الأوروبي جرزي بوزيك أن "تطلعات مواطني مصر مشروعة والتغيير لا يمكن أن يتأخر. ينبغي طي صفحة النظام السابق"، مطالبا بتشكيل حكومة جديدة تضم "القوى الديموقراطية". من جهته، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي عن خيبة أمله من الخطاب الذي ألقاه مبارك، معتبرا انه لم يكن "الخطوة المنتظرة نحو المستقبل"، مؤكدا "نعول على تغيير سلمي". أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقد شدد على ضرورة "انتقال سريع ولكن هادىء" في مصر، موضحا "ندرس بدقة ما قاله رئيس مصر ونائبه". وأضاف "دعونا منذ بداية الأزمة إلى انتقل سريع ولكن منظم للسلطة في مصر إلى حكومة موسعة". إلا أن هيغ رأى أن الأحداث في مصر تؤكد الحاجة إلى تحقيق اختراق في عملية السلام في الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة "عودة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة السلام ... لانجاز الحل القائم على دولتين". وفي باريس، أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي الخميس عن أمله في أن تجد مصر طريق الديموقراطية "وليس الديكتاتورية الدينية كما هي الحال في إيران" موضحا أن تفويض الرئيس مبارك صلاحياته لنائبه كان "حتميا". وأخيرا، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك بعد لقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه "يعود الى الشعب المصري ان يجد طريقه وان يفعل ذلك على اساس دستوره وقوانينه وأعرافه". في الأثناء أعرب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الخميس في الرباط عن "استهجانه الشديد واستنكاره البالغ لتدخلات بعض الدول الأجنبية" في شؤون مصر. وأعرب الفيصل في كلمة ألقاها خلال أشغال الدورة ال11 للجنة المشتركة المغربية- السعودية عن ثقته "بقدرة مصر على تجاوز محنتها"، منتقدا "مزايدات" بعض الدول على الشعب المصري من دون أن يسميها. إلا أن تصريحات الفيصل بدا وكان المقصود منها الولاياتالمتحدة غداة محادثة هاتفية بين الملك عبد الله بن عبد العزيز الموجود حاليا في المغرب حيث يمضي فترة نقاهة والرئيس الأمريكي باراك اوباما، ورأى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في هذه المواقف "تدخلا سافرا" في شؤون مصر الداخلية "على نحو يتنافى وابسط القواعد الدبلوماسية والسياسية وميثاق الأممالمتحدة".