لندن، باريس، برلين - أ ف ب، رويترز - أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في مجلس العموم أمس الأربعاء ضرورة أن تكون «المرحلة الانتقالية (في مصر) سريعة» وأن «تتسم بالصدقية وتبدأ الآن». ورداً على أسئلة خلال جلسة المساءلة الأسبوعية في البرلمان في شان دعوة الرئيس باراك أوباما إلى البدء بانتقال السلطة في مصر «الآن»، أجاب كامرون: «نشاركه الرأي تماماً. المرحلة الانتقالية يجب أن تكون سريعة وتتسم بالصدقية وتبدأ الآن». وكان أوباما قال في تصريح علني في البيت الأبيض الثلثاء: «ما هو واضح وقلته هذا المساء للرئيس مبارك هو أن عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي أن تكون ذات معنى وأن تتم في شكل سلمي وأن تبدأ الآن». واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء البريطاني إثر لقاء أمس في لندن أن الهجمات على متظاهرين في مصر «غير مقبولة»، ودعا الرجلان إلى عملية انتقالية سياسية سريعة. وقال بان كي مون إن «الهجمات على المتظاهرين المسالمين غير مقبولة وأدينها بشدة». ودعا إلى «مرحلة انتقالية تتم في هدوء وأمن» في مصر. وقال: «إذا كان من الضروري حصول عملية انتقالية، فيجب أن تحصل الآن». أما رئيس الوزراء البريطاني فدان مشاهد العنف بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين لمبارك في ميدان التحرير في القاهرة. وقال «إذا تبين أن النظام شجع بأي شكل من الأشكال أعمال العنف أو سمح بها فسيكون ذلك غير مقبول تماماً»، مشدداً على أن المرحلة الانتقالية في مصر «يجب أن تتم في أسرع وقت ممكن». وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأربعاء إلى بدء العملية الانتقالية في مصر «من دون تأخير» و «بلا عنف». وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان «بعد خطاب الرئيس مبارك، يكرر رئيس الجمهورية دعوته إلى البدء بعملية انتقالية ملموسة من دون تأخير تتيح استجابة الرغبة في التغيير والتجديد التي عبّر عنها الشعب بقوة». وأضافت أن ساركوزي «يدعو جميع المسؤولين المصريين إلى القيام بكل ما في وسعهم حتى تجرى هذه العملية الجوهرية من دون عنف». وخلصت الرئاسة إلى القول إن «فرنسا التي تربطها بمصر صداقة قديمة وعميقة، تجدد دعمها تطلعات المصريين إلى مجتمع حر وديموقراطي ومتنوع. وستكون إلى جانب جميع الذين ينوون الحفاظ على طابع سلمي ونموذجي للتعبير عن هذه التطلعات المشروعة وتحقيقها». وفي برلين، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي: «أعلن الرئيس مبارك (أول من) أمس أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى وهو ما يمهد الطريق أمام بداية سياسية جديدة. الناس يريدون تغييراً ديموقراطياً ويريدونه الآن. يجب أن يكون تغييراً في اتجاه الديموقراطية وليس تغييراً يبدأ في وقت ما (في المستقبل) ولكن يبدأ الآن». وفي بروكسيل، قالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: «الاتحاد الأوروبي يدعو إلى انتقال منظّم من خلال حكومة ذات قاعدة عريضة ما يؤدي إلى عملية حقيقية لإصلاح ديموقراطي ملموس مع كل الاحترام لسيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية. للأسف الحكومة الجديدة التي عُيّنت لا تمثل قاعدة عريضة». وفي واشنطن، قال السناتور باتريك ليهي رئيس لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ التي تقر المعونة الخارجية الأميركية: «قرار الرئيس مبارك التنحي عن قيادة الحكومة في المستقبل خطوة محل ترحيب لكن استمرار دوره في التحول في مصر غير واقعي». وقال: «نحن (الولاياتالمتحدة) علينا أن نفعل ما بوسعنا لدعم التحول إلى الديموقراطية بما في ذلك إذا لزم الأمر حجب المعونة عن الحكومة». وفي بشكيك (رويترز)، حض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس المصري على بدء انتقال السلطة عاجلاً لا آجلاً. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أردوغان قوله اثناء زيارة لقرغيزستان: «من المهم جداً تجاوز هذه المرحلة بإدارة موقتة». وقال رئيس الوزراء التركي الذي تنامى نفوذ بلاده في الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية: «الشعب ينتظر من مبارك اتخاذ خطوة مختلفة تماماً». وأضاف: «الإدارة الحالية تفشل في إشاعة الثقة لبدء مناخ ديموقراطي خلال فترة قصيرة». وحض الرئيس التركي عبدالله غول أيضاً مصر على تسريع العملية الانتقالية لضمان استقرار البلاد. وقال في مؤتمر صحافي في أنقرة: «من المهم جداً أن تكون هذه الفترة الانتقالية قصيرة. استقرار وسلام وقوة مصر شيء يهمنا». وأضاف: «كلما أخذت مطالب الشعب في مصر في الاعتبار سريعاً وجرى تنفيذها، كان هذا أفضل». وفي لوس أنجليس ( أ ف ب ) رأى مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير، أول من أمس، أن التحركات الشعبية في مصر جزء من موجة تغيير ستؤثر على المنطقة بأكملها نحو الأفضل إذا ما تمت إدارتها في شكل مناسب. إلا أن رئيس الوزراء البريطاني السابق حذّر أيضاً من «القلق الحقيقي» من أن الانتفاضات الشعبية قد تقود إلى تولي قوى متطرفة أو إسلامية السلطة في بعض البلدان، داعياً الغرب إلى التيقظ. وقال بلير لشبكة «سي ان ان»: «ثمة مسار تغييري سيؤثر برأيي في المنطقة برمتها. الشعب يريد نظاماً حكومياً مختلفاً. سيحصل عليه. لكن السؤال يبقى ماذا سينتج منه». وأشاد بالدور الذي لعبه الرئيس المصري حسني مبارك في عملية السلام على مر السنوات، إلا أنه أعرب عن تفهمه للضغط الشعبي الذي يهدد بالاطاحة بنظامه. وقال بلير في مقابلته مع الصحافي بيرس مورغان: «أعتقد أن على الغرب ألا يشعر بالانزعاج بسبب عمله في شكل وثيق جداً مع مبارك في عملية السلام (...) لكن في الوقت عينه، كان التغيير في مصر أمراً حتمياً». ورداً على سؤال عن إمكان أن يشهد اليمن تحركات مماثلة، قال: «أعتقد أن هناك في أنحاء أخرى من المنطقة قلقاً حقيقياً مما قد يحصل إذا ما حل الفراغ» في السلطة. وأضاف بلير: «لهذا السبب كان من بين الأمور التي دافعت عنها لوقت طويل لما يجب أن يفعله الغرب - وأعني بالغرب أميركا وأوروبا - هو أن علينا أن نحاول رعاية عملية التغيير هذه». وتابع: «الإخوان المسلمون في مصر قوة يجب التنبه منها على رغم عدم تمثيلها غالبية المصريين». وقال: «لا أظن أن هناك غالبية للإخوان المسلمين في مصر. وفي المقلب الثاني، ما كان عليكم ملاحظته منذ البداية هو أنهم منظمون للغاية». وأضاف: «إنهم منظمون جيداً وممولون جيداً. أما الاشخاص الذين هم في الشوارع حالياً هم بغالبيتهم من حسني النية لكنهم ليسوا منظمين في أحزاب سياسية بعد».