انضمّ عالِم الكيمياء والحائز على جائزة نوبل في العلوم أحمد زويل إلى المحتجّين المطالبين بتنحِّي النظام الحاكم في مصر، ودعَا الرئيس حسني مبارك إلى التنحِّي في أسرع وقت. وقال زويل في مقابلةٍ مع "رويترز" نشرت اليوم الخميس: عليه أن يتنحَّى غدًا، ويسمح بتشكيل حكومةٍ انتقاليةٍ"، مشبهًا مصر بالجسد المعتلّ الذي يحتاج إلى جراحة وليس لمسكن. وأوضح أنّ الانتفاضة الشعبية التي تسعى إلى إسقاط نظام الرئيس مبارك بعد 30 عامًا في السلطة، والاضطرابات التي هزّت مصر والعالم العربي، أنّها "نقطة تحول.. هذا تحول نموذجي". وأكّد زويل، أنّه ليست له مصلحة في إهانة مبارك أو الهجوم عليه بشكل شخصيٍّ، مشيرًا إلى أنه "هجوم على النظام بأكمله.. النظام الذي كان فاسدًا، ولم يعمل بشكل مناسبٍ، مصر تستحق نظامًا جديدًا نشطًا.. نافذة جديدة على العالم". ونَحَى زويل جانبًا الجدل بشأن التعقيدات الدستورية التي قد تَعوق الانتقال إلى الديمقراطية إذا استقال مبارك على الفور، لافتًا إلى أنه يمكن إيجاد الآليات السليمة. وأضاف: "السؤال هو، هل لدينا الرغبة الكاملة في أن نفعله وبشكل سريع لإنهاء تلك المشكلة كي يمكن للجميع العودة إلى أعمالهم، ونضع البلاد على مسار جديد." ورفض تقييم مدى إخلاص جهود عمر سليمان في إدارة انتقال السلطة إلى رئيس جديد في ضوء وعد الرئيس بعدم السعي إلى الترشُّح لولاية جديدة في انتخابات سبتمبر، لكنه أكّد أن مجرد إصلاح النظام القديم لن يرضي المصريين. وأكّد أنه يمكن للجيش أن يلعب دورًا مهمًّا في ذلك.. في حماية البلاد خلال الفترة الانتقالية، مشيدًا بتجنب الجيش المصري حتى الآن لاستخدام القوة ضد المتظاهرين. وقال: "إنّ شعب مصر سيحقق ما يريد، آمل فقط ألا يتطلب الأمر وضعًا دمويًا لإتمام الرحلة، هذا هو مصدر الخوف الوحيد المتبقي لدي." ويتمتع زويل (64 عامًا) بسمعةٍ طيبةٍ في مصر، وأوضح أنه "رغم كل تواصله مع أعضاء النخبة الحاكمة في مصر فإنّ جهوده من أجل تطوير العلم والتكنولوجيا والتعليم في مصر خلال السنوات الخمس عشرة الماضية باءت بالفشل، بسبب العبء الثقيل من الفساد والبيروقراطية". ومنذ عودته إلى مصر قبل نحو أسبوع التقى زويل مع عمر سليمان نائب الرئيس المصري، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأحمد الطيب شيخ الأزهر، وقيادات الاحتجاجات الشبابية التي تحتلّ ميدان التحرير. ويبحث كيف يمكنه أن يلعب دور "الحكيم" بين النظام الحاكم والثورة، لكن يبدو أن الفجوة واسعة للغاية؛ حيث قال: "كنت أظن في البداية أنه يمكن أن يكون هناك حلّ وسط، لكني لم أعد متأكدًا من ذلك، في وضع كهذا لا يمكنك التفاوض، لا يمكنك إبطاء وتيرة تطور الأمور". ونصح زويل الولاياتالمتحدة والقوى الخارجية الأخرى بتوخِّي الحذر قبل التدخل فيما سماها ثورة داخلية حقيقية يقودها الشباب، وقال: "ما ينبغي للولايات المتحدة أن تفعله باستمرار هو دعم حرية الشعب المصري."