مكة أون لاين - السعودية ثقل الرأي العام يميل بمؤشر القناعة العامة إلى وقوف داعش خلف حوادث تفجير المساجد، سواء في السعودية أو الكويت. وعلى أساس إعلان مسؤوليته عن الجرائم بالتزامن مع وقائع التحريض التي يلجأ إليها بعض المتشددين في مواقع التواصل الاجتماعي، يدخل افتراض وجود أنصار «داعش» من الداخل على الخط، لتنفيذ العمليات باستراتيجية الاستقصاد على أسس مذهبية ليس إلا. في النهاية تبقى التقديرات المنصفة للأجهزة الأمنية الخليجية على الأقل فيما يحدث على أراضيها أو بواسطة بعض مواطنيها المنشقين. عموما لا حدود لخبث داعش، ولا خلاف على سوء مسعى هذا التنظيم المجرم لتشويه صورة الإسلام، والمساهمة في فتح منافذ النقد والازدراء لمن هب ودب لهذا الدين القويم، الذي لا يليق به غير ما ميزه الله به من تعاليم العدل والرحمة والتسامح - الصفات المحملة بأعظم الدلالات على قدر الإنسانية ومكانتها في الدين الإسلامي. في سياق ما تقدم يبقى الأمر المهم هو أن داعش بحسب الوقائع المعلنة أو الروايات المحكمة المنشورة في وسائل الإعلام العربي أو الأجنبي استطاع استقطاب الشباب بقوة من الكثير من البلدان بما فيها دول أوروبا وأمريكا، الدول التي غادرتها كثيرات من الشابات باتجاه مواقع داعش، وقد رصدت الآلة الإعلامية وصولهن وفشلت في كشف سر الانجذاب. في وجه العموم شباب الوطن العربي وتحديدا دول الخليج على رأس قائمة الاستهداف، وهم الأغلبية في صفوف داعش، والأكثر حضورا في تنفيذ العمليات الشنيعة كما يبدو، مقابل ذلك ثمة سؤال يصعب القفز عليه: من فرغ هؤلاء الشباب فكريا وهيأهم للاستقطاب؟ ليس لمثل هذا الأمر أن يحدث بسهولة إطلاقا..هناك رائحة خيانة من الداخل! التفكير في السؤال وتلمس إجابته قد يطرح السؤال الأكثر أهمية: ماذا فعلت الدول الخليجية لتحصين أبنائها وبناتها من الاستغلال والخضوع للتعبئة رغم وجود الإنذارات المبكرة؟ الخلاصة أن أمن دول الخليج إزاء كل ما يحدث هو المستهدف، وقد استعصى استهدافه كما يبدو بالوسائل التقليدية بكل أنواعها فذهب أعداء السلام والإسلام إلى مباركة وجود الجماعات الإرهابية لاختراق النسيج الاجتماعي في دول الخليج أو بعضها باتجاه تفتيت اللحمة الوطنية، وخلق منصات التصادمات الداخلية لغرض زعزعة أمن واستقرار المنطقة. ما يحدث اليوم خير شاهد على ذلك. من هنا تفرض الظروف على المجتمع الخليجي إعادة ترتيب نفسه دون تردد، لتضييع الفرص على من يرغبون في تدميره، ولا سبيل لذلك إلا بالتسامح والتآخي أولا وأخيرا تحت حماية القانون الحازم، الذي يجرم الطائفية بوضوح لا لبس فيه، ويفرض في الوقت نفسه احترام الآخر وقبوله على أسس تدفع بالمساواة والعدالة إلى الأمام ضد كل الاعتبارات التي يحوم حولها المرتزقة. المسؤولية هنا على الدول الخليجية. ختاما، تفجير مسجد الكويت لا يعني المحطة الأخيرة لقطار الشياطين. وبكم يتجدد اللقاء. [email protected]