مكة أون لاين - السعودية الحروب مثلها مثل الكوارث مفتوحة على الخدمات العلاجية دون سابق إنذار أو جدولة زمنية في أعم الأحوال، وهذا من مُشكِلات ضرورة انتقاء قيادات المرافق الصحية إلى جنب عوامل أخرى يلزم وضعها بعين الاعتبار في عمليات شغل مراكز مدراء المرفق الصحية بمستوياتها الثلاثة المعلومة لدى أهل الاختصاص والعلاقة، لضمان سير الخدمات الصحية في كل المستويات في إطار المعايير المطلوبة لتحقيق السلامة وجودة الخدمات، ومقابل كل ذلك يبقى فريق العمل المشكل الرئيس لحجر الزاوية في ميدان الرعاية الصحية بمفهومها الشامل إن هو اتسم بالمهنية واجه الطلب وسيطر على الاحتياج وأحرز التقدم في النهاية وإن كوّن عكس ذلك اختلت الموازين في كل المسارات سواء الوقائية أو العلاجية أو خلافها وتعاظم الخلل أمام كل الحالات. ما يدور في حاضر الأيام لا يحتاج إلى المزيد من الإيضاحات والحاجة الماسة إلى جاهزية المستشفيات الحكومية والأهلية تستحق المزيد من تسليط الضوء وفق ما تسمح به الظروف، لما للمستشفيات من أهمية بالغة وقت الحروب التي لم تعد آلياتها وعتادها تقليدية بالمعنى المعهود، حيث أخذ التطور مكانه البارز في تصنيع أدوات الحرب الدفاعية والهجومية أيضا، وتبقى دقة الاستهداف علامة فارقة في كل الأحوال. عموما الدعم الطبي في ميادين المعارك، من المتعارف عليه حد الإجماع في الفلسفة العلاجية في الحروب، الفلسفة التي تَظهر الإجراءات العلاجية وفق منطوقها في عمليات – تقديم العلاج عن قرب من المساحات القتالية، أو الترحيل عبر آليات الإخلاء الطبي وأحكامه. بمعنى أن خطوط الدعم العلاجي زمن الحرب ودوران رحاها تتشكل بالتدرج بحسب المتوفر من المعلومات، أول هذه الخطوط هو خط التدخل الطبي الميداني، يليه خط العون العلاجي بين الألوية مثلا يلي ذلك خط العون الطبي عبر المستشفيات الميدانية، ويبقى الخط الرابع وهو محور اهتمامنا في هذا المقال متصلا بكافة مستشفيات الدولة بشكل عام، مدنيها وعسكريها، وإلى ذلك مستشفيات ومرافق القطاع الخاص. وهنا تستدعي الضرورة جاهزية هذه المستشفيات لاستقبال الحالات على اعتبار أن إصابات الحروب تمثل الاحتياج المرتفع إلى التدخل الجراحي وتبقى فرصة الشفاء مرهونة بالتدخل المبكر وهنا أهمية أخرى. في العموم، يبقى المتوقع وفق معطيات المرحلة الراهنة واحتمالاتها المفتوحة، أن تكون كافة المرافق الصحية في غاية الأهبة والاستعداد، على أسس مدروسة تتناغم مع دقة التفاصيل، وقد توفرت كل الإمكانات. مع هذا يفترض أن كل مرفق صحي قد وضع خطته بعناية تحت عنوان خطة الطوارئ وإدارة الأزمات مثلا لوضع الاحترازات اللازمة لمنع أو تقليل احتمالات الفشل في مواجهة الحدث. الخطة التي ينبثق منها خطط فرعية لكل قسم وإدارة بالمنشأة الصحية للوقاية من مخاطر تداخل المسؤوليات في الظروف الصعبة التي يستعصي تجاوزها من خلف اليقظة المسبقة والدقة المتحركة. حفظ الله الوطن من كل مكروه.. وبكم يتجدد اللقاء. [email protected]