الإحصاءات الرسمية الحديثة تشير إلى : _ تسجيل سبعة آلاف حالة وفاة وما يزيد على 20 ألف إعاقة للعام الماضي نتيجة حوادث السيارات في السعودية ، كما أثبتت أحدث الدراسات التي قامت بها جامعة الملك عبد العزيز أن الخسائر الاقتصادية للحوادث المرورية بلغت 79.92 مليار ريال , فيما جاوز عدد الحوادث في 2012 م 589 ألف حادث بحسب بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات . _ وجود 6 ملايين مدخن في المملكة ، لذا تحتلّ بلادنا المرتبة الرابعة عالمياً في استهلاك السجائر , وتبلغ تكلفة استيراد التبغ فيها سنوياً 8 مليار ريال وفق تقارير منظمة الصحة العالمية عام 2013 , وذكرت إحصائية سعودية صدرت مؤخراً أن عدد المصابين بالسرطان في السعودية نتيجة للتدخين قد تجاوز 10 آلاف مريض، وأن 80% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين، و80% من المصابين بسرطان الحنجرة هم كذلك من المدخنين !. _ الكشف عن دراسة أوردتها صحيفة "الشرق" عن سرقات السيارات في المملكة خلال الفترة ما بين شهر رجب لعام 1434 ه وشهر ربيع الآخر لعام 1435 ه "10أشهر" ويُظهِر الإحصاء أن عدد السيارات المسروقة خلال هذه الفترة بلغ 50 ألفاً و774 سيارة . _ إجمالي ما تم ضبطه من قبل رجال الأمن عبر الحدود خلال العام الماضي 1435ه من أقراص الامفيتامين المخدّر بلغ 41 مليون و400 ألف قرصًا , في حين ضبطت الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الجمارك نحو 43 طن حشيش خلال عام 1434 ه , و 55 مليون قرص كبتاجون، وما يزيد عن 54 كيلو جراما من الهروين النقي تجاوزت قيمته السوقية أكثر من 7 مليارات ريال في استهداف سافر للشباب السعودي , وهذا ما تم ضبطه فكيف بما لم يُضبط ؟!. _ "22_25٪" نسبة الفقر في المملكة ، أضف إلى ذلك مليوني عاطل عن العمل 44.2% منهم حاصلين على مؤهلات عليا ، بينما أعلن وزير العمل السابق عن أن هناك بالمقابل ثمانية ملايين عامل وافد !. _ ربع سكان المملكة مصابون بداء السكري ، فيما يبلغ عدد مصابي الفشل الكلوي المزمن ممن يقومون بالغسيل الدموي أو البروتوني 14 ألف حالة وتقدًر الزيادة السنوية في أعداد المرضى ب 7.3 % بحسب إحصائيات مركز زراعة الأعضاء ، ومعدل الوفيات 11 % لكل عام 0 بالإضافة ل21 -23% نسبة إصابة السعوديين بمرض ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته كجلطة الدماغ والذبحة الصدرية وغيرهما ... ، أما السرطان فينضم كل عام 12 ألف مصاب إلى قائمة المرضى ، وتتفق الجمعية السعودية للسرطان مع هذا الرقم مؤكدة أنه في عام 2013م سُجلت إصابة 13ألف مريض وأن هذا الرقم سيتضاعف خلال ال 10 سنوات المقبلة فنسبة نمو المرض في المملكة تزيد ثلاثة أضعاف عن نسبة النمو العالمية . _ أرقام مضطردة ومخيفة أيضا عن معدلات التضخم – الغلاء – العنف الأسري العنوسة – الطلاق – الجرائم الأخلاقية – الأمراض النفسية وغير ذلك من المعضلات . هنا وبين تلك الأرقام يكمن الخطر ! نعم ، تلك النسب والمعدلات المرتفعة تمثّل فعلا الخطر الحقيقي المتربص بالدولة والمجتمع السعودي ، والتي تتطلب الانتباه والدراسة لبحث الأسباب وخطوات العلاج الفعالة وتنفيذها وإيجاد طرق الوقاية ، والاستنفار الكامل لتجنيد الطاقات والإمكانات على كافة المستويات "السياسية والاقتصادية والإعلامية والمجتمعية " لتدارك تلك الأوضاع . وإن كانت كل دول العالم لها مشكلاتها الداخلية والتي تجعل الحكومات معالجتها على رأس أولوياتها وبناء على ذلك تنشأ البرامج والخطط والاستراتيجيات ، فإن للإعلام وقطاع الفكر والثقافة الدور الأبرز أيضا في التصدّي لما يشغل المجتمع والتماهي مع احتياجات الناس واهتماماتهم وهمومهم ، ورفع وعيهم تجاه حقوقهم وإيصال الصوت بمطالبهم ونقلها من الشارع إلى مكتب المسؤول عبر وسائل الإعلام الرسمية . هذا ما ينبغي أن يكون ، وهذا ما نجده في الكثير من بلدان العالم ، وهذا ما نتوق له ونرجوه كلما شاهدنا برنامجاً أو قرأنا مقالاً في صحيفة لبعض كتّابنا ممن انفصل عن قيم أهله ومجتمعه وثوابتهم وأحلامهم وآمالهم ومصالحهم وسخّر لسانه وقلمه لأهوائه واهتماماته السطحية . لذا فمع كل تلك الأرقام أعلاه نقول : يا مثقفينا ، يا أهل الصحافة والتلفزة ، يا من ننتظر أن تكونوا صوت المواطن وضمير المجتمع : الهيئة ليست خطراً يقتضي إعلان الطوارئ طيلة العام والتجييش الدائم لأقلامكم ضدها . وقرارا منع الاختلاط والسينما ليسا الخطر الوطنيّ الذي تظنون فتحشدون جهودكم وعدّتكم وعتادكم لمحاربته وإسقاطه ! وغطاء الوجه لم ولن يكن يوما خطراً على المرأة أو وطنها كما تتوهمون فتستميتون في تخليصها منه ! يا مثقفي بلادي وإعلامييها : أنتم لا تعطّلون أنفسكم وحسب عن مشاركتنا البناء بانشغالكم بالطعن والتشكيك وإثارة اللغط والشبهات وخلط الأوراق ومصادمة العلماء , إنما تعطّلون أيضا فريقاً آخر ينصرف عنا مضطرّا لينشغل بكم وببيان الحق ودحض الباطل والشُبَه ! . هنا بين أيديكم الأخطار الهائلة التي تحدق بنا ، دونكم إياها ! فلننشغل بها ولنناضل فيها !.