عبدالله ثابت الوطن - السعودية أحمد ماطر آل زياد عسيري، مواليد 1979، طبيب الباطنية والجراحة، لكن ريشة فنه وعدسته ويديه، تحفر في أسئلة الحياة والنقائض، الثقافة ومرارات العصر وماديته وتقنيته، كارثية الإنسان وتحولاته، تحفر في الروح والجسد، من أعلى الرأس وحتى أصابع القدمين، مرورا بالصدر والقلب والعصب المجهد. لوحاته قطعت طريقا طويلة وشاقة في وقت قصير ومبهر، ففي عام 1999 جاء الشاب الخجول، ذو العينين المتقدتين، ابن العشرين سنة، إلى قرية المفتاحة، بذراعين شبه خاليتين، لكن وبعد سبع سنين كان المتحف البريطاني يشتري لوحته "الأشعة السينية 2003"، ليضمها إلى معرض "الكلمة في الفن"، ثم اقتنى متحف لوس أنجلوس للفنون بالولايات المتحدة لوحة أخرى له، ثم متحف الفن المعاصر البامبيدو بباريس لوحة ثالثة، وله لوحة في العرض الدائم في المعرض الشهير "اللوفر" بباريس. وفي هذا المشوار كانت لوحاته قد جالت عددا من المعارض في السعودية والبلاد العربية والأفريقية والأوربية. صدر كتاب بالعربية والإنجليزية، يحمل اسم أحمد ماطر نفسه، يسلط الضوء على جزء من تجربته الفنية الاستثنائية، شارك في كتابته نقاد وأكاديميون وفنانون بارزون من: أبها، الرياض، صنعاء، باريس، لندن، أمستردام، ولوس أنجلوس. من صفحات الكتاب الأولى: "2010: ألقى أحمد في يناير محاضرةً تكلم فيها عن حياته وأعماله الفنية في متحف اللوفر بباريس، كجزء من برنامج فناني الخليج، الذي نظمته كاثرين ديفيد. قضى الجزء الأكبر من السنة يعمل في منظمة الصحة العالمية، على الحدود الفاصلة بين اليمن والسعودية، ذات الحضور العسكري، معالجا الجنود والجرحى من كلا الجانبين، نتيجة النزاع المسلح. وفي يونيو قدم عمله "تطور الإنسان"، وأعمالا أخرى، "هوائي" و"دوائر تلفزيونية مغلقة" في معرض "حدود رمادية"، وقدمت مؤسسة "حافة الجزيرة العربية" عرضا له في برلين، وقام بدور القيم عليه رامي فاروق. وتكلم أحمد في حوار مع آرنوت هلب، مؤسس متحف جرين بوكس، ضمن ندوة حول الفن السعودي، في أكاديمية برلين للفنون، وعلى غلاف صحف ظهرت صورته وهو يضع يده على رأسه، مثلما هو الحال في عمله "تطور الإنسان"، وفي شهر أكتوبر المقبل سيقدم أول عرض منفرد له في "جاليري فاينيل فاكتوري" بمنطقة سوهو، وسط لندن، ويصدر هذا الكتاب. كان هذا في عام 2010 وأحمد اليوم على موعد في عام 2016 لفتح بالغ الأهمية في حياته ومشواره الفني، في نيويورك، لا بد من الكتابة عنه في حينه. أحمد.. أنت حقا مدعاة لفخرنا، تحية كبيرة.