يلتقي محبو فن الألوان والتشكيل السعودي مجددا مع إبداعات الفنان السعودي الدكتور أحمد ماطر أحد أساتذة الفن السعودي المعاصر في لندن، عندما يفتتح معرضه في الحادي عشر من أكتوبر المقبل، والذي سيشمل أيضا طرح كتاب عن إبداعاته عن طريق مؤسسة بروغنوسز آرت، منشورات بوث كليبورن في فينيل فاكتوري غاليري في سوهو. ويعتبر الدكتور أحمد ماطر أحد أبرز الفنانين التشكيليين في الشرق الأوسط اليوم، لما لأعماله المعروضة في كل من بينالي فينيسيا، القاهرة، الشارقة، وبرلين من إضافة وبريق يضاف إلى أعماله المقتناة في المتحف البريطاني ومتحف لوس أنجلوس للفنون. تلك الأعمال المستقاة من تجربته الحياتية ونشأته في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مزاولته مهنة الطب التي انتقل إليها بعد نشأته في أرياف منطقة عسير الجبلية في جنوب غرب المملكة. جميع تلك العوامل ساهمت في إضفاء طابع من الأصالة إلى مجموعة من الأعمال الجريئة من حيث الطرح والمليئة بالأحاسيس والشغف. استطاع أحمد ماطر أن يخلق لغة بصرية فريدة حاضرة بقوة من خلال مبادئه وقناعاته وثقافته العميقة وممارسته العملية والمهنية، حيث يستقي أعماله الفنية من خلال عمله اليومي في المستشفى، ومن خلال عيشه داخل مجتمع يتمتع بتقاليد وقيم إسلامية أصيله تواجه تحديات واضطرابات قوية على المستوى الثقافي والفكري والسياسي. وانطلاقا من هذه الخلفية يستوحي أحمد أفكاره من خلال الحياة اليومية للناس العاديين، مما يضفي طابعا إنسانيا كونيا على هذه الأعمال.. وكان لنا هذا الحوار الذي يقول في بدايته: نعم سيقام معرضي بالتزامن مع معرض فريز للفنون، وهو معرضي الشخصي الأول في المملكة المتحدة، ويرافق افتتاح المعرض إصدار كتابي الأول في صالة فينيل فاكتوري غاليري في منطقة سوهو بقلب مدينة لندن.. أما عن الكتاب وتفاصيل التجربة سألنا الفنان أحمد ماطر: • متى تبدأ استعدادات المرحلة الأخيرة لافتتاح هذا المعرض؟ أستعد للتوجه إلى لندن من مدينتي التي أقيم فيها بشكل دائم أبها لتجهيز العرض الذي سيشمل أكثر من 40 عملا تتنوع بين التصوير الفوتوغرافي والرسم والخط والتجهيز في الفراغ والفيديو. كما سيحتوي المعرض أعمالا تعرض لأول مرة مثل عمل الهوائي التلفزيوني وكاميرا المراقبة، إضافة إلى أبرز أعمالي السابقة. وفي تجربة «تطور الإنسان» التي تعرض صورة بالأشعة السينية لإنسان يصوب مسدسا نحو رأسه بغرض الانتحار وتتحول الصورة إلى مضخة للتزود بالوقود والتي لا تعتبر مجرد انتقاد لتركيز اهتمامنا على النفط في حياتنا اليومية فحسب، بل هو أيضا تجسيد للقلق الداخل والمخاوف التي يشعر بها الفنان تجاه مستقبل الإنسانية. الريف والأطراف حيث تعيش أنت كفنان من جانب، والمدينة حيث تتجول أعمالك وتعرض إبداعاتك، ألم تعش بعض زوايا وحالات الشيزوفرينيا؟ «أنا رجل ريفي وفي نفس الوقت ابن لهذه الحضارة النفطية الغريبة والمخيفة» ففي تجربة «زخارف» التي تعرض صورا بالأشعة السينية تتضح البنية الوراثية للجينات والموضوعة ضمن إطار تقليدي مزخرف بزخارف إسلامية قديمة على ورق مكولج «كولاج» بالشاي والرمان بنفس الطريقة التي كانت تستخدم في إعداد الورق لكتابة الآيات القرآنية. أما في عمل «كاميرا المراقبة» الذي يعرض في فيلم فيديو سير كاميرات المراقبة في جميع أنحاء المستشفى الذي أعمل به وأطرح فيه العلاقة بين الإيمان والعلم، العقل والخرافة في بلادي المملكة المعاصرة. وأخيرا «البقرة الصفراء» تلك السلسلة من التداخلات بين فنون الأداء والتجهيز في الفراغ والمستقاة من القصة التي ذكرت في القرآن الكريم، قمت بعرض تصور عن القصة بمعطيات المجتمعات الاستهلاكية في القرن الواحد والعشرين. • ماذا عن تفاصيل الكتاب الذي سيرافق طرحه إقامة المعرض؟ هو باسم «أحمد ماطر»، وهو الكتاب الأول الذي يتناول تجربتي على الصعيدين الفني والحياتي، وقد شارك في تأليفه كل من: فانيشيا بورتر مسؤولة قسم الفنون الإسلامية والفنون المعاصرة من الشرق الأوسط في المتحف البريطاني، ليندا كوماروف مسؤولة قسم الفنون الإسلامية ورئيسة قسم فنون الشرق الأوسط في متحف مقاطعة لوس أنجلس، تيم ماكنتوش سميث كاتب بريطاني حاصل على العديد من الجوائز، أحمد العمران أحد أبرز المدونين السعوديين، آرنوت هيلب مؤسس ومدير متحف غرين بوكس للفنون السعودية المعاصرة في أمستردام، ستيفن ستابلتون مؤسس إيدج أوف آرابيا وأوفسكرين، وأشرف فياض وهو شاعر وتشكيلي فلسطيني.