مكة أون لاين - السعودية الهيبة و السخرية، هل هما متضادان إذا حضر أحدهما غاب الآخر؟ أم هما رفقاء درب يساند أحدهما الآخر؟! هناك من يرى أن الهيبة أداة لفرض السيطرة وتحقيق الأهداف، ويعتبر السخرية معول الهدم الذي تفقد بسببه الأمور هيبتها وتبكي على سيطرتها وتضيع خريطتها، وهذا النوع من الناس تجده أشد الخصوم للساخر وسخريته، فهو أعلم الناس بحقيقة هيبته المزعومة. أما البعض الآخر فيرى أن السخرية أداة رقابية ترفيهية، تسلط الأضواء بنور الضحكة، وتحطم الأعذار الواهية بمطرقة التهكم، ومهما كانت قوتها إلا أنها تتحطم على أسوار الهيبة الحقيقية، هيبة الأفعال والإنجازات، الهيبة التي لا تتعارض مع السخرية ولا تخشاها، بل تستغلها لصالحها أيضا. الهيبة والسخرية لا تخشيان بعضهما إلا إذا كانت إحداهما مغشوشة، فالهيبة الحقيقية تجدد نشاطها على أنغام ضحكة الساخرين.