الشرق الأوسط خلال أيام فقط، صدرت أحكام بالسجن والإعدام على خلية إرهابية سعودية، عرفت بخلية شقة الخالدية، وهي مجموعة تنتمي لجماعة «القاعدة» (السنية) الإرهابية. ليصدر بعدها حكم بالإعدام على شيخ شيعي محرض على العنف والفوضى، وتسبب، ضمن آخرين، في أحداث شغب دموية بالسعودية. نقول: «سنية» ليتم نزع البعد الطائفي المفتعل في موضوع الشيخ الشيعي «نمر النمر» وهو، ما نراه يتردد في الإعلام الإيراني المباشر، كصحيفة «كيهان» وقناة «العالم»، والإعلام الإيراني غير المباشر مثل قناة «الميادين»، وصحيفة «الأخبار» اللبنانية، وقناة «المسيرة» الحوثية، نجد اجترار هذه النغمة حتى في بعض وسائل الإعلام الغربية. نسبة وتناسب عدد من صدرت بحقهم أحكام إعدام وسجن من إرهابيي «القاعدة»، أضعاف مضاعفة للإرهابيين الشيعة، مع أن بداية الإرهاب والتفجير «المحترف» في السعودية، عبر السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، كانت على يد مجموعات شيعية سعودية تابعة للحرس الثوري، وبعض معممي قم، آخر ذلك تفجير الخبر شرق السعودية 1996. من نماذج الإعلام «المحب» للسعودية حول قضية نمر نجد عنوان «بي بي سي» البريطانية بنسختها العربية: «حكم بإعدام المعارض الشيعي نمر النمر في السعودية». لاحظ إضافة صفة المعارض للإيحاء بأن الحكم لا علاقة له بأبعاد جنائية إرهابية، ولو جارينا منهج ال«بي بي سي» هذا لوصفنا خطباء ومحرضي وممولي «داعش» و«القاعدة» في السعودية بالمعارضين، مثل نمر، لكن الإعلام الإيراني - الغربي لا يفعل. نجد في صحيفة «السفير» اللبنانية، يفترض أنها صحيفة «علمانية» لكن تناولها لقضية نمر منذ البداية كان تعبويا بنكهة طائفية. هذا العنوان مثلا: «مخاوف من عقوبة مشددة تشعل الشارع السعودي.. احتقان يرافق جلسة الحكم على الشيخ النمر». التعبئة الإيرانية، عبر أبواقها في لبنان والعراق واليمن، ومحترفي كره السعودية في الصحافة الغربية، تعمل لإثارة الغبار على صورة السعودية وحجب الرؤية، والابتزاز الإعلامي. ابتزاز يصل لدرجة الكوميديا السوداء، كأن تجد معمما خمينيا هو «آية الله سبحاني» أحد مراجع التقليد في مدينة قم، يقوم بالتحذير من إعدام النمر قائلا إن الأخير «كان يريد إعطاء النصيحة للحكام والأمراء». وكأن ملالي طهران رحبوا بموسوي وكروبي حينما أرادا نصح «ولي الأمر» خامنئي، فتم إخراسهم، وقتل آخرين وسجن زملائهم! ونجد رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، كما نقلت «كيهان» الإيرانية، يهاجم وزير الخارجية السعودي، ويقول: «دورنا في السنوات ال4 الماضية كان التصدي للإرهاب؛ وإيران كانت الضحية رقم واحد للإرهاب». لست أدري كيف تكون إيران ضحية الإرهاب الأولى، وكل عمليات «القاعدة» وبعده «داعش»، وبينهما جماعات الإرهاب السني كافة، كانت موجهة للسعودية ومصر، وغيرهما من الدول العربية، بالدرجة الأولى، ولم نسمع عن عملية في طهران وأصفهان، ولا نريد أن نسمع، وحمى الله كل شعوب الأرض. السعودية دولة من حقها - كما أتوهم! - مواجهة الإرهاب، شيعيا كان أو سنيا أو مريخيا. [email protected]