الوطن - السعودية ما زلت على قناعة بأن أسوأ مهنة في بلادنا هي مهنة التحكيم.. أن تكون حكم مباراة كرة قدم! قبل أيام شهدنا حملة شرسة ضد الحكام السعوديين.. لا جديد بالطبع.. الجديد هذه المرة أن الهجوم كاسح، شاركت فيه حتى أندية الدرجة الأولى.. وشمل أغلب الحكام.. الكل يطالب بالحكم الأجنبي! سنحت لي الفرصة لمتابعة برنامج "كورة".. استوقفني حوار هوائي جميل بين صديقنا الأنيق - شكلاً ومضموناً - "أحمد الفهيد" مع أستاذنا القدير "عادل عصام الدين".. سأنطلق من حيث انتهى الفهيد: "موافقة اتحاد كرة القدم على مطالب الأندية الاستعانة بالحكم الأجنبي ليست حلاً للمشكلة بل هروب منها"! هذا هو الواقع، نقوم أحياناً باللجوء لخطوات ظناً منها أنها هي الحل المناسب للمشكلة.. بينما الواقع نحن نتحرك في الاتجاه الخطأ..! أخطاء الحكام موجودة في أغلب المسابقات في العالم.. الفرق أن الناس هناك يتعاملون معها بحسن ظن غالباً.. فالحكم بشر مجتهد، لا يمتلك قدرات خارقة، ليس لديه إعادة بالبطيء، ومربعات وخطوط، وأستوديو تحليلي.. قراره مرتبط بجزء من الثانية.. لكننا هنا نجد من يشكك في ذمة الحكم ويقلل من نزاهته ويطعن في أمانته. - لست واعظاً، لكنني أحيلكم لمقولة عبدالرحمن بن مهدي، إذ يقول: "لولا أني أكره أن يعصى الله لتمنيت ألا يبقى في هذا المصر أحد إلا وقع في واغتابني، وأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة يعملها، ولم يعلم بها؟".. وأظن هذه المعادلة تكاد تتحقق في حكم كرة القدم في بلادنا.. الكل يريد أن يفوز.. لا أحد يريد أن يخسر.. وبالتالي عدم تحقق الفوز يعني أن هذا الحكم سيئ الأخلاق، والطباع، وغاش لذمته، وخائن لأمانته.. - أظن أن اتحاد كرة القدم أمام مفصل مهم في مسيرة ومستقبل التحكيم في بلادنا.. إما أن تقف مع الحكم المحلي وتمنحه الثقة.. أو تنصاع لرغبة الأندية - التي لا تخسر مطلقاً - وتستعين بالأجنبي - الذي لا يخطئ - لحظتها على التحكيم المحلي السلام!