الرياض - السعودية اللعبة الإعلامية الجنسية التي تتخذها "داعش" في الوقت الحالي تتجاوز مخاطر التنبؤات التي كنا نسمعها قبل ثلاثة عقود من الزمان عن التخطيط الغربي الأمريكي لغزو شبابنا ببث الأفلام الجنسية مباشرة على التلفزيون الذي كنا لا نملك فيه إلا قناتين!. كنا غير مستوعبين للأمر، كانت تنبؤات مشاهير أشرطة الكاسيت في تلك الفترة أن الخطر قادم لنا وأن الأفلام الإباحية ستظهر مباشرة على التلفزيون، لم تكن هناك قنوات فضائية كما هو حاصل حالياً، كنا عندما نذهب للمنطقة الشرقية ندعو أن تزداد الرطوبة، لكي يلتقط الأريل الصغير تلفزيونات الكويت وقطر والبحرين، كان هذا الأمر يمثل لنا درجة الإبهار ونغبط أهالينا الساكنين هناك بأن المجال لمتعة التلفزيون لا تقتصر على القناة السعودية الأولى، كانت الكويت تحديداً تشتهر بعرضها الأفلام الأمريكية الجديدة ولديهم قسم احترافي للترجمة، والحال مع التلفزيونات الخليجية الأخرى. كان التخويف والتحذير مبالغاً فيه، وكان الجنس هو الهم الأكبر لدى الغالبية، لم يكن يتحدث عن أي تغييرات ثقافية أو خلافها من الممكن أن تضرنا كشعوب عربية وشعب سعودي منغلق أغلبيته تقريباً، كان الجنس هو المحور الرئيسي للأسف!. حالياً داعش وبصورة مقززة وباحترافية خبيثة وجاذبة لشبابنا خصوصاً، تتلاعب بالكبت الجنسي لدى بعض، وتصور أن هذا التنظيم غير الأخلاقي متاح فيه ومن دون حدود التمتع الجنسي!، كانت البدايات التي صعقتنا ما يسمى "جهاد النكاح" وكنا نتابع وبتعجب كم من الأخبار عن سيدات من مختلف الأوطان العربية وأيضاً من المملكة، يذهبن لسوريا خصوصاً ليقدمن المتعة للمحاربين هناك، أي جنون نستمع إليه، وتطور الأمر في داعش كثيراً، فأصبح هناك الأوروبيات وغيرهن اللاتي وهبن أنفسهن للمقاتلين، كل هذا يرسل لنا وعبر آلة إعلامية قوية الانتشار، وتساهم أحياناً الفضائيات في نقله والتعليق عليه!. الاستغلال الجنسي لعصابة داعش هي رسائل ترغيب لكثير من شبابنا، الأمر ليس مجرد أخبار متنوعة بهذا الخصوص، هي للأسف أداة تشويق لعقول شبابنا المفتونين بمثل هذه المغريات، نساء جميلات ومتنوعات وبسهولة ومن دون مقابل أحياناً في الدنيا، وحور عين في الآخرة هي رسالة داعش لهؤلاء الشباب المغرر بكثير منهم. متابعة ما يحدث من رسائل إعلامية مركزة بهذا الخصوص تحتاج إلى وقفات، تحتاج إلى الحديث بأعلى صوت عن تحريم ما تروج له داعش تحت الغطاء الإسلامي، يحتاج الأمر إلى عكس هذا الخبث في التشويق لأبنائنا بإيضاح الحقائق حول هذا الأمر، محزن بالفعل ما يحدث، عندما يأتي أحدهم ويشغلنا بجمال أوروبا في صيفه مع أبنائه، ثم يعكس الآية للحديث على أن أهل أوروبا كالأنعام، أتمنى أن يعطينا هذا الشخص على سبيل المثال أيهم الأنعام نجوم داعش وهم بهذه الصورة، أم أن الأمر كالعادة سيكون تحت ستار الدين والضحية نحن!.