إعلانات متكررة وتنويهات متعددة لقناة ال MBC لجذب المشاهدين للعرض القادم لمسلسل ( صرخة أنثى ) والذي سبق أن عرض حصريا على قناة ابوظبي ،ووجه الاستغراب بالفعل كيف يتم عرض مسلسل مثير للاستفهامات على قناة مميزة كقناة ال MBC، فهذا التهافت في عرض الأعمال غير المقبولة ،يأتي للأسف في ظل الانفتاح غير المقنن الذي تشهده ثورة الفضائيات العربية والتنافس على عرض المحظور والتباهي فيه،حيث أصبح المشاهد حائر بالفعل مما يرى!! بين الفيلم السينمائي (حين ميسرة) والذي تناول ظاهرة المثلية الجنسية ومسلسل ( صرخة أنثى) رابط مشترك يعطى دلالة واضحة على التعالي على المحظور إعلاميا وشعبيا، فالأمر لا يتعلق بجزئية بسيطة ضمن تسلسل العمل ،وإنما المحظور في هذين العملين أساسي وبطريقة تظهر لك ان الأمر عادي جدا،وتعميم هذا المحظور عبر البرامج الفضائية المتنوعة من خلال استضافة نجوم هذه الأعمال ودفاعهم المستميت عن ما قاموا به من تمثيل. فأسلوب سيناريو العمل الدرامي الذي تم في مسلسل (صرخة أنثى )، ينافي الرسالة المثالية التي يحاول طاقم العمل تعميمها وإخراس الألسن المعترضة على عملهم بها، فالحبكة الدرامية في هذا المسلسل مقززة ومثيرة للاشمئزاز، فالإيهام بأن هذا المسلسل يتناول مشكلة اجتماعية واقعية وليس من العيب والحياء تناولها أمام ملايين المشاهدين هو تبرير غير مقبول أخلاقيا، فالتغير من جنس إلى جنس آخر وحسب ما تم مشاهدته والتبسيط والدعم لهذا الأمر ينافي المنطق تماما!! فتناول مثل هذه القضايا الحساسة بالكيفية التي شاهدناها وتبرير التحول على سبيل المثال من جنس إلى جنس انه أمر عادي وهو مجرد عمل طبي تسببت به بعض ( الهرمونات) داخل جسم الإنسان هو تبرير في غير محله، فهناك كما هو معروف عوامل عديدة تساهم بهذه الظاهرة قد ترتبط بالنواحي النفسية والاجتماعية والفسيولوجية لهؤلاء الأشخاص فقط!! فمن الطريف المحزن انه عند تأكيد طاقم فيلم ( حين ميسرة ) في تصريحاتهم التلفزيونية والصحفية ان انتشار ظاهرة الشذوذ وخصوصا المثلية الجنسية عند النساء موجودة في الأحياء الشعبية المصرية، نجد انعكاس هذا التأكيد عند مشاهدتي عبر إحدى الفضائيات لملامح شاب مصري من الأحياء الفقيرة والشعبية بمصر كانت عليه علامات الغضب عندما يرد عليهم أن ظاهرة الشذوذ منتشرة فقط بالمجتمعات المخملية والغنية في مصر، وهنا إعلان لظاهرة حرب علنية أوجدتها مثل هذه الأعمال الشاذة ما بين الأغنياء من جهة والفقراء المعدمين من جهة أخرى!! المثير في مسألة الصوت العالي لتناول وعرض مثل هذه القضايا، نجدها برزت أيضا لدينا وخلال شهر رمضان المبارك عندما تناول المسلسل الخليجي (عرس الدم) قضية (السحاق) في المجتمعات الخليجية وظهرت مشاهد العمل على قنوات محترمة بصورة مقززة، فتشابه عرس الدم المسلسل الخليجي مع الفيلم حين ميسرة المصري، وهذا التشابه قد يسبب انعكاسات وآثار سلبية على من يشاهده وخصوصا من المراهقين. أمور مدهشة نشاهدها وبكل بساطة عبر قنوات فضائية نعول عليها الكثير من العمل على احترام حقوقنا كمشاهدين نبحث عن المتعة والتسلية وليس للاشمئزاز والتقزز من ما نشاهده ،ولا يقتصر الأمر على ذلك وإنما تفرد ساعات البث المباشر في بعض البرامج الحوارية العربية لتأكيد أن مسألة المحظورات وتناولها أمر عادي ومقبول، وأصبح الإبداع أن تكون (شاذا بتفكيرك!!).